الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

صك العودة للجماهير

لا أعتقد أن هناك مسابقة كروية تضررت من جائحة كورونا وتوابعها على المستوى العالمي، بأكثر مما تضررت مسابقات الكرة الإنجليزية وخاصة «البريمييرليغ»، فقد خسرت الحضور الجماهيري، وفعاليات يوم المباراة وما يتعلق بها من أنشطة تجارية وترويجية، والتي كانت تجلب للأندية التابعة لرابطة الدوري الإنجليزي 100 مليون جنيه استرليني مع نهاية كل شهر!

ورغم استكمال موسم البريمييرليغ المنتهي بعد فترة التوقف الإجبارية الطويلة، ورغم نجاح العودة بدون الجماهير وخروج باقي الموسم بأقل الأضرار بعد تطبيق منضبط للبروتوكول الطبي والاجتماعي، فإن الموسم الجديد الذي بدأ قبل أسبوع، لم يتضمن عودة الجماهير، وحتى العودة المنتظرة بشكل تجريبي في أول أكتوبر المقبل بحضور 1000 مشجع بحد أقصى في كل مباراة، تم تجميدها مؤخراً بسبب الموجة الثانية من جائحة كورونا في إنجلترا.

ومع بيان أصدرته الرابطة، بدأت «حرب تصريحات» مع الحكومة، على مطلب عودة الجماهير، فالحكومة ألغت العودة التجريبية التي كانت مقررة بـ1000 متفرج، والرابطة كانت تعترض على هذا الرقم الضئيل، مشيرة إلى أنه رقم لا يساعد على خوض تجربة واقعية لإثبات إمكانية العودة الكاملة، والتي كانت تقدر بمعدل 38 ألف متفرج للمباراة الواحدة، ولكن إقامة 92 مباراة بدون جماهير في الأسابيع الـ9 الأخيرة لموسم البريمييرليغ، أدت إلى خسائر فادحة، بافتقاد أكثر من 3 ملايين متفرج في هذه الفترة.

بالمقارنة مع بلجيكا التي دخل دوريها أسبوعه الخامس، عادت الجماهير هذا الأسبوع، بنسبة تراوح بين 20 إلى 34% من سعة المدرجات، لتحضر أعداد تصل إلى 10 آلاف متفرج في ملعبَي كلوب بروج وستاندار لياج، اللذين يستوعب كل منهما حوالي 30 ألف متفرج، وأعتقد أن التجربة البلجيكية لو نجحت ستعطي دفعة كبيرة للدوريات الكبرى في أوروبا وخاصة البريمييرليغ، الذي يواجه الحكومة بالقول إن غياب الجماهير سيؤثر في وظائف أكثر من 100 ألف بريطاني يعملون في فعاليات يوم المباراة الأسبوعي للدوري.

التحفظات ومخاوف الموجة الثانية ترعب أوروبا وخاصة الدوريات الـ5 الكبرى، ولكن هل تنتصر الكرة على التحديات وتتجرأ الحكومات على منح صك العودة الجزئية للجماهير؟