الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«لقد شوهد سابقاً».. فكن المُتَّزن

في 2016، ذلك العام في جدة.. أتذكر وقتها أنني كنت أحمل في ذاكرتي وجعاً كبيراً.. فقد شعرت حينها أنه لا بد أن أتخلص من الأفكار غير الإيجابية وأن أتحرك.. خرجت وقتها وسرت في الممشى، وتحركت في وجداني الآية الكريمة:«قَالَ كَلَّآ ۖ إِنَّ مَعِىَ رَبِّي سَيَهْدِينِ» (سورة الشعراء- الآية: 62).

بعدها طلبت سيارة أجرة، وحددت مقهى قريباً من البحر، وحين صلت إليه وجدته مغلقاً.. عندها سألني السائق عن وجهتي الأخرى، ولا أعلم لماذا وقع نظري على ذلك الفندق الأنيق المقابل للبحر! دخلت إليه وكأن شيئاً يناديني، فوجدت في ردهة الفندق دفئاً، واستقبلني سامي وهيفنَ، فطلبت «كوباً من الشاي»، وما أن سكب لي سامي الشاي، حتى سكبتُ دموعي!

فرغت كل الحزن في ذلك الفندق، والذي أصبح في ما بعد ملاذي الآمن للكتابة، أو الخروج من حالة هبوط إلى صعود لحالة أجمل.

بعدها تذكرت أن هذا الموقف قد مرَّ عليَّ من قبل وبعبارة فرنسية (ديجا في (Déjà vu، ومعناه: أنه يُهيأ لك أنك قد عشت هذا الموقف من قبل، مع أنك في الواقع لم تعشه إطلاقاً، أو تشعر أنك قابلت وتعرف شخصاً ما من قبل، وفي الحقيقة أنك لأول مرة في حياتك قابلته.

ولأكون معك أكثر تفصيلاً فهذه الظاهرة هي نفسية أو «حدسية» تحدث للعديد منا، وهذا حدث معي فعلاً، وكان أجمل مما اخترته في واقعي، إذْ تحولت وجهتي من مقهى عادي إلى مكان أجمل، واستقبلني شخصان رائعان، لهما من اسميهما نصيب أكبر: (السمو والجنة)!

وقفت مع نفسي لحظات صمت وشكر لله سبحانه، للجمال الذي عشته، وكأن الله سبحانه يخبرني أنه استبدل حالة الهبوط التي عشتها إلى صعود جميلة، لذلك يا عزيزي لا توجد حياة من غير مد وجزر، وكل ما علينا هو: (التقبل).

لقد أيقنت أننا في هذا العالم المؤقت نمر بمد وجزر، وعلينا فهم الرسالة من كل ما يحدث والتقبّل، وأن الأنبياء عليهم السلام قد مروا بذلك، لذلك كان دعاء سيدنا محمد صلى الله وسلم وقت الشدة: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، لذلك كُنْ أنت الإنسان المُتَّزن والمتقبل.