الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

كورونا.. والإرهابيون الجدد

ليس هناك أسوأ من الذهاب إلى أقصى حدود التطرُّف في عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، أو الابتعاد عن ثقافة الوعي الصحي في زمن الوباء، يلازمك يأس مزمن عندما ترى فئة من البشر تتسم بالاستهتار ولا تحس بوخز الضمير، الأحداث الصحيَّة العصيبة أو الفارقة لا يجوز التعامل معها بأنصاف الحلول أو بالمواقف الرماديَّة، إما وقاية كاملة وتدابير احترازيَّة عالية، وإما العبث والإهمال بكل المعايير والاشتراطات التي حددتها وزارة الصحة، وبالتالي خروج الأوضاع الصحيَّة عن السيطرة.

هناك نوع من البشر بدون ضمير مسؤول، ذلك الشعور الإنسانيٌّ الباطنيٌّ الذي يجعل الإنسان رقيباً على سلوكه وتصرُّفاته، وليس من الرفاهية أن نختار هذه القيمة أو ننبذها، بل هي الفضيلة الأولى على الإطلاق، فقد اتضح أن هذه المبادئ القيميَّة هشة عند البعض، بل إنها سقطت عند عتبة أول فيروس، فحياتنا على حافة الهاوية والتهلكة، وبدون هذه القيم العليا تسلب الحياة قيمتها.

المتهاونون هم الأكثر أذًى وضرراً من الفيروس ذاته، فالفيروس ثابت، والمتحرِّك هو ذلك العضو المجتمعي المهمِل لكل القواعد الوقائيَّة، التي لم تراعِ الإنسان ولم تضع حياته وسلامته في الأولويَّة؟

النموذج الآخر من المفرطين، الإرهابيون، الذين اعتبروا جائحة «كورونا»، بما فيها من إجراءات الحجز، وتعليق الصلاة في المساجد لأسباب صحيَّة هو من الشرك بالله وعبادة الطاغوت، وهؤلاء أولى بأن نعتبرهم إرهابيين قتلة.

فإذا كان الإرهاب الأسود آفة الأوطان، فإن الإرهابيين عموماً هم من يتسمون بالتطرف، سواء كانوا إرهابيين بالمعنى التقليدي للكلمة، أو كانوا من المتهاونين فيما يخص تلك الجائحة؛ فكلاهما يرهب المجتمع بنشر التطرُّف والوباء معاً.