الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

رحلة إنجلترا والمحاور الأربعة

بعد أن حصل فريق العين على كأس دوري أبطال آسيا عام 2003، ذهبتُ إلى إنجلترا لغرض إنجاز بحث شخصي محدود عن تأثير كرة القدم في المجتمع الإنجليزي، كنت أحمل في دفتر ملاحظاتي سؤالاً واحداً طرحته على عدد من غير المهتمين بشؤون هذه اللعبة، كان السؤال: كيف تتخيل إنجلترا من دون مسابقات كروية؟

على الرغم من عدم اهتمامهم باللعبة الشعبية أو كرههم لها، فإنهم صوروا مسألة عدم وجود مسابقات كروية محلية وأوروبية أشبه بالكوارث المدمرة، منها اقتصادية واجتماعية وأمنية وحدوث تغيير سلبي في البيئة الإنجليزية، سجلتُ في دفتر ملاحظاتي حينذاك، أن كرة القدم ليست نتيجة فحسب، بل أكثر من ذلك، وتأثيرها يتخطى حدود الملاعب.

هذه الرحلة أعادتني إليها المحاور الأربعة للخلوة الاستراتيجية التي تنظمها رابطة المحترفين الإماراتية بمشاركة روابط عالمية، والمحاور هي: الجانب الفني والإطار التجاري والتطوير المؤسسي وإسعاد المجتمع.

هناك ترابط قوي بين المحاور، وكلها مهمة، والتركيز عليها في هذه الفترة يسلط الضوء على نقاط القوة والضعف في البيئة المحلية للكرة، خصوصاً أن الرابطة الإماراتية تشارك تجربتها مع روابط عريقة لها تاريخ طويل في هذا المجال، كما أنها تستمع إلى تجارب عملاقة في إدارة كرة القدم.

إن إقامة مثل هذه الأنشطة أمر مهم، لكن الأكثر أهمية هو تحويل مخرجات الخلوة إلى خطط وآليات تنفيذ مناسبة. ليس بالضرورة الخروج بنتائج عديدة، إذ يمكن لفكرة واحدة جديدة، أن تنقل الكرة المحلية من حال إلى آخر. لا بُدَّ من الاعتراف بوجود فروقات كبيرة في بيئات اللعبة الشعبية المختلفة، وكل دولة لها خصوصياتها، لكن يمكن لكل بيئة الاستفادة من الأخرى.

إسعاد المجتمع محور مهم في هذه الخلوة والتركيز عليه يجب أن يكون لمدد طويلة، أي لا ينحصر بفترة الخلوة فقط، فتطور المستوى الفني والنتائج الإيجابية وزيادة الحضور الجماهيري والقوة الاقتصادية كلها عوامل تسعد المجتمع.

الكرة الإماراتية تبقى في حاجة إلى مزيد من هذه التفاعلات والتجارب.