الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حلّال مشاكل

قرار اتحاد الكرة بتعيين مدرب مواطن ضمن الأجهزة الفنية للفريق الأول والفئات العمرية في الأندية المحلية، جاء في وقت مناسب، فوجود مدرب محلي إلى جانب مدربين أجانب لهم تجارب واسعة في كرة القدم مهم جداً، لأن المدرب المواطن يستطيع تطوير فكره النقدي من خلال التجربة الميدانية أكثر من الدراسات النظرية.

هذا القرار يحتاج إلى تغيير في بيئة عمل الأندية، منها إضافة بنود جديدة في عقود المدربين الأجانب، وكذلك تحديد صلاحيات المدرب المواطن ضمن فريق العمل، فهناك أندية ربما تنفّذ القرار بصورة شكلية وتترك جوهره والغرض منه.

المسألة المهمة تقع على عاتق المدرب المواطن، لأن الأندية تسعى لتحقيق نتائج إيجابية وتطوير مستمر، وهي دائماً تحت ضغط جماهيري، لذا، فعلى المدرب المحلي أن يجتهد ويعمل وينتج ويقدم أفكاراً تقنع الإدارات بأهمية وجوده.



المدرب ليس موظفاً عادياً يتقاضى راتبه الشهري وينتظر عطلة نهاية الأسبوع وبقية الإجازات الرسمية، بل هو قائد في الملعب ومفكر و«حلّال مشاكل» فنية ونفسية وقارئ جيد لمساحة الميدان في التدريبات والمباريات.


سلّط الإعلام الضوء كثيراً على قضية المدرب المواطن، لكن هذه المهنة لا تتحمل المجاملة، لأن الأندية تريد نتائج إيجابية وبطولات محلية وخارجية، وتسعى لصقل مواهب أجيالها الجديدة من خلال وجود مدربين يستطيعون تحقيق كل هذه الأهداف.

ذهنية المشجع ما زالت مرتبطة بالمدرب الأجنبي، والاسم المحلي لا يطربها، وهذا الأمر يحتاج إلى مزيد من العمل لتغيير هذه الطبيعة، وأعترف هنا أن نجاحات المدربين المواطنين مع المنتخبات الوطنية، والعنبري في قيادته لفريق الشارقة ساعدت على إحداث تغيير محدود في هذا الجانب.

عندما تصبح ذهنية المشجع مرنة، فإن هذا الأمر يساعد شركات كرة القدم على تعيين مدربين مواطنين، لأنها ستجد الدعم من القاعدة الجماهيرية التي هي المرتكز الأساسي للنجاح.

قرار تعيين المدرب المواطن حيوي واستراتيجي وعلى الجميع أن يوفّر بيئة مناسبة لتنفيذه بأفضل الصور.

دائما نتذكر 2010 عام المدرب المواطن، ففي ذلك العام انطلق المدرب المحلي إلى عالم أرحب، وعمل بثقة وحقق نجاحات عربية وإقليمية وقارّية وأولمبية، حتى نسي الجمهور الاسم الأجنبي.