الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الانسحاب وكبرياء البطل

سواء لعب الهلال السعودي مباراته الثالثة المقررة، غداً الأحد، مع شاهر خودرو الإيراني أم لا، فلا أرى أي ضوء في النفق المظلم لمصيره في دوري أبطال آسيا، ولا عزاء للزعيم السعودي والآسيوي وحامل لقب بطل القارة في استكمال مشواره نحو الدفاع عن اللقب، ولا بُدَّ له من إعلان الانسحاب بكبرياء البطل، مفضّلاً سلامة وصحة باقي لاعبيه وإدارييه الذين أصابت جائحة كورونا 26 فرداً منهم بلا رحمة، وهؤلاء يحتاجون إلى العلاج بتركيز وهدوء بعيداً عن أجواء وضغوط المباريات والبطولات.

الهلال فقد 15 من لاعبي قائمته المتواجدين بالدوحة بإصابتهم بفيروس كورونا، حسب المسحات التي تجري لهم بشكل شبه يومي، ومنهم 3 حراس مرمى و5 مدافعين و5 لاعبي وسط واثنين من المهاجمين، ومن بين هؤلاء 75% من القوام الأساسي للفريق، الذي لم يعد يضم سوى حارس مرمى وحيد بلا احتياطي، ولا يمتلك الفريق أي مهاجم أو لاعب وسط مهاجم سوى الاحتياطي باهبري، بعد انضمام رأسي الحربة غوميز والشهري لقائمة المصابين بالفيروس، ومثلهما سالم الدوسري وجيوفينكو لاعبي الوسط.

واستغرب المطالبات المتكررة وغير المجدية للهلال بتأجيل مباراة أو تأجيل دور الـ16، فهذا لن يكون الحل الناجع لبطولة تقام بطريقة مجمعة بمكان واحد، والتأجيل لن يفيد، لأن المصابين بالفيروس خرجوا من القائمة ولن يعودوا، كما أن الاتحاد الآسيوي لن يمنح الهلال استثناءً مفتوحاً لقيد 15 لاعباً، وحتى إذا نال هذا الاستثناء، فلا يمكن تعويضه إلا بلاعبين من الشباب، ومهما كانت حماستهم وجاهزيتهم ومواهبهم، فلن يكونوا بـ«ربع» مستوى النجوم الأساسيين، وحتى إذا صمدت قائمة الهلال في آخر مباراتين من المجموعة، فإنها لن تصمد بهذا التشكيل المتواضع في دور الـ16، وربما لا يجد الفريق 13 لاعباً لإكمال الحد الأدنى من قائمة المباريات.

وللأسف فقد توقعت هذا السيناريو الدرامي، وحذرت من تداعيات إقامة البطولة بهذا الشكل في ذلك التوقيت المضغوط، وأسميت مشاركة الهلال بأنها مخاطرة انتحارية، ومع ذلك فإنه بكورونا أو بغيره، فإن مصير استكمال البطولة لا يزال في مهب الريح.