الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هشاشة ذهنية

يلاحظ أن لدى لاعبينا مشكلة عندما يصلون إلى أدوار مفصلية أو إلى مباراة هامة تتطلب تحقيق الفوز أو الخروج بنقطة من أجل العبور إلى المرحلة التالية، إذ يبدو أن معظم اللاعبين لدينا غير جاهزين ذهنياً لتحمل الضغوط في المباريات الهامة، لا سيما في المشاركات الخارجية مع منتخباتنا والأندية.

لو لاحظنا هذه النقطة مع منتخبنا الوطني على سبيل المثال، في مشاركاته الأخيرة كان يصل إلى مراحل أخيرة لكنه يفقد البوصلة في اللحظات الهامة، مثلما حدث في تصفيات الدور الثاني لمونديال روسيا 2018، تغلبنا على اليابان في المباراة الأولى وعلى ملعب المستضيف ووسط جماهيره، وعندما اشتدت المنافسة وعلى الرغم من أننا كنا خصماً قوياً، لكن سرعان ما تحولنا إلى خصم سهل المنال.

بعدها أيضاً في نسخة خليجي الكويت، وصل الأبيض إلى المباراة النهائية، وإمكانات الفريق الفنية كانت أفضل بكثير من المنتخب العماني الشقيق، لكن ضغوط الجماهير ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أثرها كان واضحاً وخسرنا اللقب، وذات الأمر حدث في نسخة كأس آسيا 2019.

أعتقد أن لاعبينا لم يعتادوا على التعامل مع الضغوط، ويتأثرون بأقل شيء يمكن أن يحدث، وبحسب المعلومات فإن بعض اللاعبين يمكن أن تؤثر فيهم التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، وكثير منهم تجدهم بتفادون الحديث للصحف خوفاً من نشر تصريحاتهم في إنستغرام وتويتر، ويتأثرون بالردود والتفاعل، لذلك تجد الأندية والمنتخبات تقوم بسحب هواتفهم، رغم دخولنا عصر الاحتراف منذ أكثر من عقد، لكن لاعبينا غير جاهزين للتعامل مع كل هذه الأمور.

لذلك تجد مسؤولي الإعلام في الأندية والمنتخبات يقومون بإبعاد اللاعبين عن الإعلام خاصة قبل المباريات الهامة، لأنهم يعلمون تماماً أنهم يتأثرون من أقل الضغوط، لا أقصد الجميع بالطبع بل الأغلبية، وبشكل كبير أرى أن الأمر مرتبط بالتنشئة والأسلوب الخاطئ الذي يتم التعامل به مع اللاعبين في المراحل السنية.

أكتب هذا المقال بعدما حدث للملك، الذي كسب التعاون بسداسية، وفي مباراته الأخيرة والمهمة جداً، خسر بالأربعة، هذه النتيجة الكبيرة أنا واثقة تماماً أن الشارقة لن يخسر بالأربعة لو كان اللقاء في جولة غير حاسمة.