الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تصريح كاسياس ولاعبينا

قبل يومين، خرج الحارس الإسباني إيكر كاسياس بتصريحات مهمة وجميلة تكشف سر نجاحاته ووصوله إلى ما حققه من إنجازات مع منتخب بلاده ونادي ريال مدريد، وما بين كل جملة وأخرى لبطل مونديال 2010، كانت هناك فوائد جمة، عسى ولعل أن يستفاد منها هنا.

قال كاسياس إن الضغط في ريال مدريد يتم منذ الصغر، موضحاً أنه في الفئات السنية للنادي الملكي تعرض لضغوط شديدة، وهو ما ساعده على الوصول إلى الفريق الأول والنجاح وتولي شارة القيادة لسنوات عديدة، وذلك بسبب الثقافة الكروية التي زرعت فيه عندما كان صغيراً.

أريد الربط بين تصريح كاسياس وما يحدث في ملاعبنا مع منتخباتنا وأنديتنا، في المقال السابق ذكرت أننا نعاني من هشاشة ذهنية لدى لاعبينا، أي أنهم غير معتادين على التعامل مع الضغوط وغير جاهزين ذهنياً لمواجهة ذلك، لأن تنشئتهم كانت ضعيفة للغاية وبطريقة عشوائية.

حتى الآن ما زالت ثقافة أنديتنا تعتمد على إبعاد اللاعب عن وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، وذلك تحت حجة إبعاد الضغوط عن اللاعبين، وهو أمر غريب للغاية، لأن كرة القدم معروفة أنها لعبة ضغوط، ومثلما قال البرتغالي روي فيتوريا مدرب النصر السعودي، أي لاعب في فريقي لا يتحمل الضغوط عليه البحث عن رياضة أخرى.

علينا الخروج قليلاً من أسلوب الدلال والدلع الذي يتم التعامل به مع اللاعبين المحليين، وذلك من أجل مصلحة اللاعب والنادي والمنتخب، وأن يتم تنشئة اللاعبين بأسلوب أكثر احترافية دون تدليله، لأن النادي لا يقف على لاعب واحد، ويكفي أن ريال مدريد تخلص من لاعب بوزن كريستيانو رونالدو بكل بساطة، لذلك يجب ألا يتم منح لاعبينا أكبر من حجمهم.

هذه هي طبيعة كرة القدم، إذا لم تستطع أن تتحمل ضغوط الإعلام والجماهير والتدريبات والمعسكرات، عليك التوجه نحو رياضة أو لعبة أخرى، وحتى لا نظلم لاعبينا، فلا يمكن لومهم على وضعهم الحالي، لأنهم لم يحظوا بالتنشئة الكروية الصحيحة في الأندية، وما وصلوا إليه من مستوى متدن وضعف على مستوى العقلية والجانب الاحترافي هو نتاج عمل فاشل وعشوائي، ونتائجه ظاهرة في مشاركاتنا الخارجية.