الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

وجع البطن ولا رمي الطبيخ

«أن يزيد أهون من أن ينقص».. عبارة نسمعها كثيراً في مطابخنا، فنزيد كمية السلَطة، ولا بأس بحشو دجاجتين لا دجاجة، وعوض كيلو من الخضار، لنحضر كيلو ونصفاً لن يضر، لا بأس بزيادة كمية الدهن المطلوب أيضاً، فهي لن تفقرنا، و4 أكواب أرز أفضل من كوبين وأكثر ضماناً، فالحكمة المتوارثة تفيد بأن الزيادة خير من النقصان.

وعند الغَرْف، سأملأ لك الوعاء، كلْ واترك الباقي، لا تقم دون أن تشبع، وهذا عصير البرتقال، لا تردّه، وبعد الغداء نتناول صينية البسبوسة، جميع أنواع المكسرات تغطيها، لم أترك الفرصة لنوع منها كي يعتب، وهذه 3 قطع، لن أجبرك على تناولها كاملة، اترك الزيادة في الطبق.

لكن، المقتصدات والمقتصدون يفضلون حكمة متوارثة تفيد بأن «وجع البطن ولا رَمْي الطبيخ»، قد تؤدي هذه الحكمة لتلبّك في المعدة، وتناول الأدوية، لكن الاقتصاد يقضي بذلك، والمؤمنات والمؤمنون يؤكدون بأن الخير كثير والرازق حي لا يموت، فيلقون ببواقي الطعام في سلة القمامة، قد يصيبون ثواباً عندما تجد القطط والكلاب الضالة ما تأكله.


إذا استمرت هذه الاتجاهات والسلوكيات فإن العالم لا يسير في المسار الصحيح، ولن يتحقق هدف القضاء على الجوع بحلول 2030 حسب خطة التنمية المستدامة لأجندة الأمم المتحدة، حيث يذكر تقرير أسهمت فيه منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، أن عدد الأشخاص المتضررين من الجوع على مستوى العالم في تزايد بسبب كوفيد-19.


وفي 29 سبتمبر، اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية، تذكّروا الجوعى من إخوانكم في الإنسانية.