الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

شخير الإعلام الرياضي

يلعب الإعلام دوراً مهماً في عملية تطوير الرياضة، لأنه ليس مرآة عاكسة للنشاط والمسابقات فحسب بل هو عقلها الذي يفكر ويفحص ويُسهم في العلاج بصورة كلّية أو جزئية، وإذا بقي العقل سليماً فإن توابعه ستكون بأفضل حال.

الإعلام الرياضي في حاجة ماسة إلى مراجعة خطابه للتأكد من سلامته وإذا ما كان يحتاج إلى تحسين جودته في ظل وجود البلاغة الرقمية والاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي من الجمهور والرياضيين أنفسهم.

كل وسيلة إعلامية لها خصوصيتها وأهدافها وهذا شأنها، لكن الإعلام الرياضي، الرقيب الساهر على سلامة المُنتج الرياضي، عليه أن يبقى مؤثراً ولاعباً أساسياً، وإذا لم ينجح في تطوير بلاغته وتحديث أدواته فسيجلس على مقاعد البدلاء.

الإعلام الرياضي في حاجة إلى قاعة تجمعه لمناقشة منتجه خلال العقد الماضي ودراسة تأثير خطابه ونقاط قوته وضعفه، وكذلك ضرورة وضع سياسة جديدة لمرحلة ما بعد اليوبيل الذهبي للدولة، فتجاهل هذا الفحص، ربما يُبقي الإعلام الرياضي متخلفاً عن الرياضة التي يتابعها ويراقبها وينتقد هفواتها، والصحيح، يجب أن يسبق الإعلام الرياضي الرياضة نفسها.

هناك ضرورة مُلحة لتحسين النقد الرياضي من خلال التخلص من الأبعاد العاطفية والشخصية التي طغت على مضمونه في الفترة الماضية، فالنقد العاطفي لا يأتي بنتائج إيجابية للرياضة وفي كثير من الأحيان يكون مدمراً.

التطوير يجب أن يشمل المتابعات والحوارات ونوعية الأسئلة والتحقيقات، لأن كل فنون الإعلام الرياضي المحلي في حاجة إلى تطوير لكي تواكب التقدم الحاصل في الرياضة العالمية.

من النقاط المهمة أيضاً أنه ليس من صالح الإعلام الرياضي إحالة خبرائه إلى التقاعد، بل الحكمة إضافة جيل جديد يعمل جنباً إلى جنب مع الخبراء، فالإعلامي والناقد لا يتقاعدان، وتقاعدهما خسارة كبيرة للوسط الرياضي. على المؤسسات الإعلامية الرياضية أن تراجع هذه النقطة وأن تحتفظ بالأقلام الخبيرة.

إذا لم تجتمع أسرة الإعلام الرياضي لمناقشة خطابها ووضع سياسة جديدة تواكب التطورات فسيكرر الإعلام نفسه ويصبح غير مؤثر وتتحول سيمفونياته إلى شخير.