الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مفهوم الصداقات المديدة

لا أتذكر أني، ولو مرة واحدة، شعرت بالاشتياق لصديقات الطفولة، أو حتى المراهقة، صادفتني إحداهن وقالت لي إني فتاة تعشق التجديد، كانت تنظر إلى حياتي بمنظارها الشخصي، وقد راق لي ما قالته، ظللت أفكر لماذا لا توجد لدي صداقات مديدة، طويلة الأجل؟

الحقيقة هي أنني كلما أكبر، تتغير كثير من معتقداتي الشخصية، ولا بد أن أكون متوازنة أيضاً مع من يشاركني، بالصداقة، هذا التطور وهذا التغيير، لذا، الكثيرون يبكون على صداقاتهم التي استمرت لسنوات طويلة، وانتهت لأسباب تافهة، لم يخبرهم أحد أن السنوات تنقلنا نفسياً وعقلياً من مرحلة إلى أخرى، البعض ينتقل بسرعة شديدة، فيما البعض الآخر يرفض التغيير أو الانتقال، ويفضل أن يظل في ذات الدائرة كي لا تشتت أفكاره أو معتقداته الخاصة به.

يحدث كثيراً أن نفقد أصدقاء العمر، وليست هي بطولة إذا لم تفقد أحدهم، لا أسمي ذلك إنجازاً إن لم تفقد أحداً شاركك متاعب المراهقة وأحلامها وأمنياتها، الحياة تتبدل ونحن علينا أن نركض تجاه القناعات ونتفهمها لكي تصبح جزءاً منا أو علينا أن نتحرر من وجودها.


البكّاؤون كثر، هؤلاء الذين يشعرون بالغربة من تكوين علاقات جديدة في دائرة حياتهم، غير مقتنعين تماماً بأننا نحتاج للتجديد، نحتاج إلى تكوين علاقات ثرية وممتعة، لا أن نظل متعلقين رغم كامل اختلاف حيواتنا ونشاطاتنا، لأننا فقط لا نريد اتساع مساحة الصداقة في حياتنا، لأنها تبدو في نظر البعض مكلفة.


ظللت لأوقات وربما لأعوام بدون أصدقاء، لم أفتح أذني لأسمع التعليقات المريبة، أنني أرغب في الوحدة أكثر من وجود الناس، كنت في الواقع أستمتع بالاكتشاف، أستمتع أكثر بتغيير محيط حياتي وحتى هواياتي.