السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حساب الصغار يدفعه الكبار

يبحث مدربو المنتخبات الوطنية الإماراتية عن لاعبي الأندية المميزين الجاهزين بدنياً وذهنياً لأن تجمعات المنتخبات قصيرة, واللاعب غير الجاهز لا يستطيع تقديم المطلوب، لذا يتم التركيز على لاعبي الفرق الكبيرة.

الأندية الكبيرة تدفع ضريبة واضحة خلال تجمعات المنتخبات، وهذه الضريبة مصدر فخر لكل ناد يسهم برفد الكرة الإماراتية بالمواهب الواعدة.

الأندية «الصغيرة فنياً» غير قادرة على تزويد المنتخبات بلاعبين يلبّون احتياجاتها، وهذه الفرق جسر عبور «للكبيرة»، فبعض الإنجازات المحلية تحققت لكبار الكرة الإماراتية بسبب وجود فرق ليس لديها طموحات المنافسة على الألقاب والدروع والكؤوس، لذا، فعندما يتجمع المنتخب الوطني فإن الكبار يدفعون حسابهم وحساب «الصغار».

ليس من السهل تحقيق التوازن في هذا الأمر خلال المستقبل المنظور، لأن أكاديميات ومدارس الأندية الكبيرة بدأت تتطور بسرعة وتقوم بتعديل سياساتها من أجل مواكبة تقدم الكرة العالمية، وهذا أمر حسن، نأمل أن يستمر.

مطالبة الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية باستدعاء عدد متساو من كل ناد أمر غير منطقي، وهذا شيء لا يمكن تحقيقه، لأن مدرب المنتخب يريد اللاعب الموهوب الجاهز.

عندما تكبر الفرق «الصغيرة فنياً»، ستلفت انتباه مدربي المنتخبات، وربما تجبرهم على اختيار عدد من لاعبيها، لكن في الوقت نفسه، عندما تتطور هذه الفرق، فإنها أيضاً ستدفع الأندية الكبيرة إلى تطوير آلياتها من أجل أن يبقى الفارق شاسعاً بين الطرفين.

يجب أن تبقى المنتخبات أولوية، وأن تكون هذه الأولوية حاضرة في خطط وبرامج جميع الأندية، لأن الرافد الرئيسي للمنتخبات ينبع من هذه المؤسسات الرياضية.

ظاهرة الاعتماد على لاعبي الفرق الكبيرة ليست محلية، بل عالمية، لأن الأندية المميزة ينبوع لا ينضب من المواهب، ومن دونها ستعاني المنتخبات الوطنية وستكون ضعيفة في أدائها ونتائجها.

نأمل أن يحقق اللاعبون الشباب أحلامهم بالانضمام إلى المنتخبات الوطنية، ويسهموا بتحقيق الإنجازات، فكل موهبة جديدة يمكن أن تغير المسار وتُعدّل الهرم غير المتوازن.