الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

القيادة وإنكار الذات

من أهم الصفات التي يفترض أن يتحلى بها أي قائد، هي القدرة على إنكار الذات، وأعني بإنكار الذات تقديم المصلحة العامة للمؤسسة على مصالحه الفردية.

فالقائد الحقيقي يدرك جيداً أن الكراسي لا تدوم، وأن إسهامه الشخصي في نمو المؤسسة هو جزء من جهد تراكمي سبقه إليه قادة جاؤوا إلى المؤسسة قبله، وسيعمل على استكماله قادة آخرون.. سيأتون من بعده.

لذلك نجده يعمل على خلق بيئة عمل صحيّة، ونظام أداء قابل للاستدامة والتطوير، ولا يستاء أو يشعر بالتهديد لو لاحظ بزوغ قادة جدد ضمن فريق عمله، بل على العكس يسعد لذلك، وينظر إليه على أنه إنجاز له، لأنه يعلم أن هذا في مصلحة المؤسسة.


كل المشكلات تبدأ عندما تُبتلى المؤسسة بمدير يفكر في إبراز نفسه على حساب الفريق، لأن هذا النوع من المديرين الأنانيين يعمل منذ اليوم الأول لقدومه على محاربة جميع المبدعين في فريقه، وإحلال موظفين متوسطي القدرات محلهم.. ولاحظوا أني قلت مديراً، ولم أقل: قائداً، لأن الفوارق بين المفهومين كثيرة وكبيرة.


التفريق بين القائد الناجح والمدير الأناني ليس بالأمر العسير، ولا يحتاج إلى مؤشرات معقدة، يكفي أن تتجول بين أروقة المؤسسة، وتتأمل وجوه العاملين فيها، فإن رأيتها مشرقة على الدوام، وتعلوها علامات الارتياح، فاعلم أن في هذه المؤسسة قائداً حقيقياً، يشعر معه الموظفون بالأمان

وأما إن رأيت العكس، فاعلم أن هناك أخطاء إدارية عميقة، يتحمل مسؤوليتها المدير قبل أي شخص آخر.