الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كثرة الأهداف ومخاوف النقّاد

تعد الأهداف أبرز سمات متعة كرة القدم، لذلك عندما تتعادل الفرق في المباريات سلباً، يشعر الجمهور باللعب العقيم، لكن هذا النوع من التعادل في بعض الأحيان يكون بمثابة فوز أو خسارة. تعادل واحد حاسم ربمّا يمنح الفريق لقب بطولة، وآخر يمكن أن يهبط بفريق إلى درجة أقل.

الأسبوع الأول من دوري الخليج العربي شهد 29 هدفاً، وهذه الغلة الوفيرة حملت في طياتها الإثارة، فمعظم الأهداف جاءت نتيجة جهد جماعي مرسوم، ومنها ما جاء ببصمات فنية إبداعية.

على الرغم من أهمية الأهداف، إلا أن بعض المحللين عبرّوا عن مخاوفهم من الانهيار الواضح في خطوط دفاع الفرق المحلية، وعدم وجود لاعبين جيدين في هذه المراكز، وهذا الوضع يؤثر سلباً في المنتخب الوطني. لا بد من أخذ هذه المخاوف على محمل الجد والاهتمام بالأجيال الجديدة وتشجيعها على اللعب في خط الدفاع.

ليس خط الدفاع وحده مسؤولاً عن غزارة الأهداف، فلربما هناك لاعبون لا يؤدون أدوارهم بالصورة الصحيحة، خصوصاً «الوسط». على الرغم من هذا التصور، إلا أن المخاوف التي عبّر عنها النقاد مشروعة، وعليه يجب التعامل معها بجدية.

عندما ينضم اللاعبون الصغار إلى الأندية يسعون إلى تسجيل الأهداف، لذلك يفضلون مركز المهاجم على غيره من المراكز. معظم الصغار يقتدون بالمهاجمين ومسجلي الأهداف، مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، لذلك فهم لا يميلون إلى اللعب في الخطوط الخلفية.

لمعالجة هذا الخلل، تحتاج أكاديميات ومدارس الكرة في الأندية المحلية إلى نشر ثقافة جديدة تشجع الصغار على اختيار مراكز الدفاع، وتؤكد لهم أن كل لاعب في الفريق مهم بصرف النظر عن مركزه. يمكن أيضاً عرض أفلام وثائقية لمدافعين مشهورين والتحدث عنهم لتغيير بعض التصورات السلبية الخاصة بمركز اللاعب المدافع.

الكرة الإماراتية في حاجة إلى لاعبين مؤهلين لشغل جميع المراكز، لأن النقص في أية جبهة سيجعل أداء المنتخب الوطني ضعيفاً أو غير متوازن.

الأندية ينبوع يصب في حوض الأبيض، وكلمّا كان الينبوع نقياً، يكون الأبيض في صحة جيدة.