الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بين الإقالة والاستقالة

إدارات تُنهي عقود المدربين قبل بداية الموسم، وأخرى تقوم بتغير اللاعبين الأجانب مرتين و3 في الموسم، وأخرى تعلن عن حزمة من التغيرات الإدارية والفنية أثناء الموسم، والأدهى والأغرب من ذلك، أن بعض المدربين يصدر قرار تفنيشهم ويتم التعاقد مع مدرب جديد وهو آخر من يعلم، فهل من المقبول أن تصدر هكذا ممارسات في أنديتنا بعد 13 عاماً من الاحتراف؟ وهل من المقبول البقاء في فلك الهواية في عهد الاحتراف؟

إن ما يحدث من ردود أفعال من جانب أغلب الإدارات إجراءات تغلفها العاطفة، لأنها مبنية على ردة الفعل، وتحكمها النتائج الوقتية لا الأهداف المستقبلية، وهي البوصلة التي تتحكم وتوجه عمل الإدارات. هكذا هي المعايير وعلى هذا الأساس يتم التقييم سواء من جانب الإعلام أو الجماهير، فهل تلك المعادلة تبدو منصفة؟ وهل من المنطق أن يتم الحكم على عمل الإدارات من منظور النتائج الوقتية؟ وهل نتائج الفريق الأول تصلح لأن تكون المعيار الذي يتم على ضوئها تقييم عمل الإدارات؟ وإذا كانت النتائج الإيجابية معياراً أو مقياساً لتميز ونجاح العمل الإداري، وهو ما يعني أن النتائج السلبية الإدارة تتحمل مسؤوليتها، فلماذا إذن تتم إقالة المدرب ويرحل وتبقى الإدارات في مكانها؟

الحقيقة التي يجب الاعتراف بها والعمل على تغيرها بالسرعة القصوى، تلك التي لها علاقة مباشرة بالتفرغ الإداري للعاملين في مجال الرياضة، فأغلب العاملين في القطاع الرياضي سواء على مستوى الاتحادات والأندية غير متفرغين، وهم في الأساس متطوعون أو متعاونون بنظام العمل الجزئي، ولأن الرياضة أصبحت صناعة وعلماً يدرس في أهم الجامعات والكليات، ولم تعد مكاناً للاجتهاد والمجتهدين كما كانت، أصبح من الضرورة بمكان إعادة صياغة أسلوب التعاطي مع الرياضة باعتماد التفرغ الرياضي للإداريين، أما الاستمرار بالأسلوب الحالي، فإننا لن نجني من وراء الاحتراف سوى المسمى فقط.

كلمة أخيرة

مختصر الكلام لا يوجد مدرب يتقدم باستقالته ويتنازل عن حقوقه التعاقدية، وعندما يحدث ذلك بعد أول خسارة في الموسم، فمعنى ذلك إنها إقالة وليست استقالة ويحصل من خلالها المدرب على مستحقاته كاملة إلى آخر يوم من مدة العقد.

محمد جاسم