السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

ضياع تراث.. في جيلين

جزيرة «إغلولك» في شمال كندا يسكنها شعب «الإنويت» منذ 4000 عام إلى اليوم، الإنويت سكنوا المناطق القطبية الشمالية الباردة وهي بيئة قاسية وخطرة، الشتاء في جزيرة إغلولك يعني أن تصل الحرارة إلى أكثر من 20 تحت الصفر وأن تغيب الشمس لأشهر عديدة.

للعيش في هذه البيئة اضطر الناس للاعتماد على الصيد كمصدر طعام أساسي ووحيد، وتغير هذا في القرن الـ20 مع وصول أنواع أخرى من الطعام، وللصيد طور الناس هناك مهارة الملاحة ومعرفة أين يسيرون من خلال تأملهم للبيئة حولهم ومعرفة أحوالها، وملاحظة تيارات الرياح وحركة الثلج والجليد وكذلك ملاحظة حركة الحيوانات والاعتماد على النجوم، هذه المهارة استمرت حتى بداية القرن الـ21.

في عام 2000، خففت الحكومة الأمريكية من القيود على استخدام تقنية تحديد الأماكن التي كانت تستخدم لأغراض عسكرية، ظهرت أجهزة الملاحة الرقمية وبدأت أسعارها تنخفض ووصلت إلى جزيرة إغلولك، حيث بدأ الجيل الجديد هناك يفضل استخدامها لأن البديل الآخر هو تطوير مهارة الملاحة بالطرق القديمة وهذا يحتاج لسنوات عدة.


مع استخدام الأجهزة بدأ الناس يتعرضون لحوادث مختلفة لم يكونوا قد تعرضوا لها سابقاً، لأنهم الآن يعتمدون على أجهزة رقمية بدلاً من الاعتماد على حواسهم ومراقبة البيئة من حولهم، بدأ الناس يفقدون مهارة طوروها على مدى آلاف الأعوام، وقد تختفي تماماً خلال جيلين فقط.


وهذا ما حدث مع الناس في مدن حول العالم، الاعتماد التام على الهواتف الذكية يجعلهم في حالة ضياع دائم واعتماد كلي على الأجهزة.