الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

عن «رأس المال البشري»

تُعتبر منصات التواصل الاجتماعي بيئة جيدة للباحثين لأخذ لمحة عن رأس المال الاجتماعي، عبر تحليل المحتوى. ففي هذه المنصات يشعر الأفراد بأريحية في الكشف عن بعض المسائل، ذلك أن الإفصاح بحد ذاته ـ حتى لو لم يفضِ إلى حل آني وسريع ـ دليل على تمتّع البلد بسقف حرية عالٍ.

لكن هل يمكن صنع وتنمية رأس المال الاجتماعي كمورد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحدها؟ خاصة أنه يمكن تحويل هذا المورد إلى قوة مؤثرة إذا ما التفّ أصحاب رؤوس هذه الأموال، بهدف التضامن حول مسائل جوهرية أو تحقيق هدف تنموي، كما يمكن تحويل رأس المال الاجتماعي إلى رأس مال مادي، ولهذا يسعى أصحابه إلى بناء وتفعيل روابط من العلاقات عبر قيم مشتركة.

قد يقترن رأس المال الاجتماعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتأثير الفكري الناعم، من خلال جرعات خاطفة من الإشارات والمبادرات، لهذا فإن حاله كحال العمل التجاري، الذي يتطلّب متابعة مستمرة.


من جانبٍ آخر، لا يمكن التأثير على المفاهيم والقيم والسلوكيات إن لم تتوافر «الثقة» في جدوى العلاقات، فكثيرٌ مما يدور في فلكنا اليوم ـ افتراضياً كان أم واقعياً ـ نفعي بشكل أو بآخر، ولهذا سنكتشف خطورة الانسياق خلف أفكار خاطئة مع من يتعامل مع الحياة كـ«سوق» أساسها العرض والطلب، بعيداً عن القيم العليا.


لعل «رأس المال البشري» هو المفتاح، فبه نستطيع التمييز والأخذ والرد، وبتمكينه نبني ألواناً من الفكر تعكس أطيافاً معرفية تُرضي مختلف المشارب، فيتجاوز تأثير رأس المال الاجتماعي إلى القدرة على إنتاج التعددية والتنوّع، في بيئة تزرع الثقة وحب التطوير المشترك.