الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

ضيفٌ أنيق لطيف

بكل أناقةٍ يُطلُّ، بهيُّ الطلعة، خفيف الوَطأة، لطيف المعشر، نشتاقه، ومن شدة ذوقه، ورقي تعامله؛ فهو لا يطيل الزيارة، بكل قيافةٍ يحضر، وبكل رشاقةٍ ينهض مودعاً دون أن يترك لنا فرصة التمسك به، لا نشعر إلّا وقد غادر، ترافقه قلوبنا حتى العتبة وما بعدها، يتركنا نعد الأيام لعودته في الموسم المقبل، لا.. إنه الموسم ذاته، موسم البهجة، وفرحة المهجة، ننتظره انتظار العاشق لمعشوقته، فبقدومه يغمرنا بالسعادة، وله معنا معاملةٌ خاصة، فهو مع غيرنا يختلف في سلوكه ومدة زيارته، بل قد تتعدى الزيارة إلى الإقامة، لا يكترث لمشاعرهم، يرى الاستياء في عيونهم، ولا يبالي، يطلبون منه المغادرة، لكنه لا يلتفت، نحن فعلاً محظوظون بمعاملته الاستثنائية معنا.

فصل الشتاء عندما يحضر لدولة الإمارات، يعتني في أن يرتقي بسلوكه بمجرد دخوله، فهو يراها راقية، متحضرة، أنيقة، لطيفة، فيستحضر كل لطافته المخزونة، وقيافتة المُخباة لأفخم المناسبات، يحمل كل البشاشة ينثرها في كل مكان، لذلك يتساءل كل من زار الإمارات: شتاؤكم مختلف، فهو يأتيكم خفيفاً ظريفاً لا يؤذي أحداً.. لماذا؟.

ربما يبادلنا الحب بالحب، وبه يغمرنا بأحلى الأجواء والمناخات، ربما يصبح معنا كائناً يشعر ويحس، يدللنا بما يراه يليق بدولة تدلل كل زوارها، وتحسن ضيافتهم، ما يجعلهم يبدلون مسلكهم، فيتحولون للرقي وحسن المعاملة.


لفصل الشتاء في الإمارات خصوصية وتميز بل ربما تفرد، أجواؤه منعشة، لا هي بالبرد القارس، ولا هو ضبابيّ يُغَيِبُ الشمس، كل من عايش الشتاء في دولة الإمارات، تحدث عنه، عن شتاءٍ تنشط فيه الناس لترتاد البحر والبر، والجبال الشرقية.. إنه حقاً مختلف.