الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مصدر الفنون الجميلة

حملت الجولتان الأولى والثانية من دوري الخليج العربي لكرة القدم في انطلاقة الموسم الجديد بصمات جمالية افتقدتها المسابقات المحلية في المواسم السابقة، وإذا استمر اللاعبون على تقديم هذه الجماليات في التمرير وتسجيل الأهداف، فإن هذا الجيل سيكتب فصلاً مضيئاً في تاريخ الكرة الإماراتية.

يعد فريق الجزيرة مصدر الفنون الجميلة وينبوعها لوجود عدد من "الفنانين"الذين يمتلكون مهارات فنية مميزة، كما أن المدرب الهولندي مارسيل كايزر يستخدم فلسفة "كرويفية" جعلت أداء فخر أبوظبي مبهراً وممتعاً، وإذا تواصل هذا الأداء الجمالي، فإن الجزيرة سيكون مصدر جذب سياحي، خصوصاً لعشاق اللعب الجميل في العالم.

ما يقدمه علي مبخوت وعمر عبدالرحمن وخلفان مبارك وزايد العامري وعبدالله رمضان ورفاقهم من أداء جميل سيلفت أنظار الإعلام الخارجي إلى المسابقات المحلية، وعليه ستحصل الكرة الإماراتية على أضواء مضاعفة ويكون انتشارها أوسع.


نأمل أن يعود اللاعب عمر عبدالرحمن سريعاً إلى الملاعب، فوجوده مهم ليس فقط لفريق فخر أبوظبي، بل لكل محبي كرة القدم، لأن فنونه تصنع الإمتاع وتخلق الإثارة والتشويق، كل حركة يؤديها عموري تُشّغل جميع الحواس، على لاعبي الفرق الأخرى أن يحافظوا على سلامة هذه الثروة الكروية في كل المواجهات.


وفي الاتجاه نفسه، فإن ما يقدمه اللاعب الموهوب خلفان مبارك في الملاعب يعد نوعاً من السحر الكروي، وأداؤه يحفز على مشاهدة المباريات، وفي كثير من الأحيان يحرم عيوننا من أن "ترمش" حرصاً على عدم فقدان لمسة سحرية تصنعها قدمه اليسرى أو اليمنى.

السحر الكروي الذي يقدمه خلفان مبارك في المباريات الحالية تدرّب عليه كثيراً في مرحلة الصغر، خصوصاً خلال وجوده في صفوف منتخبي الناشئين والشباب تحت قيادة خليفة مبارك.

مدرب الجزيرة كايزر يوفر بيئة مناسبة للأداء الجمالي، و"الحرية المنضبطة" التي يمنحها للاعبيه تساعد كثيراً على إنتاج السحر والفن خلال المباريات، يستحق هذا المدرب الهولندي جائزة "اللعب الجميل"، فالجمالية مطلوبة لتنشيط الدورة الدموية للعبة الشعبية.