بصراحة أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن تكون انطلاقة دورينا بهذه الصورة اللافتة والمثيرة، جولتان كانتا كافيتين لكي ترفعا من سقف التفاؤل لأبعد ما هو متوقع، ولن نكون في موقع المبالغة عندما نقول إن انطلاقة دوري الخليج العربي هذا الموسم هي الأفضل منذ عدة مواسم إن لم تكن هي الأفضل على الإطلاق، وعندما يكون مشهد البداية بهذه الصورة رغم كل الظروف الاستثنائية التي مرت بها الأندية وما زالت بسبب الجائحة، وعندما تبلغ الإثارة ذروتها وكأن المسابقة في نهايتها وليس في بدايتها، فإن ذلك دليل وتأكيد على حجم الجهد المبذول من إدارات الأندية من جهة ومن رابطة دوري المحترفين، اللتين عملتا بتناسق وتجانس كبيرين في سبيل التعامل مع الظروف الاستثنائية، التي تقام فيها البطولة التي وعلى الرغم من إقامتها بدون حضور جماهيري إلا أنها شهدت من الإثارة والمتعة وكأن المدرجات ممتلئة حتى آخرها.
ولكن الملاحظة التي لفتت الأنظار في جولتي الافتتاح وستتكرر في ثالث الجولات، تلك المواجهات المباشرة بين الفرق الكبيرة المرشحة للسباق التنافسي، والتي جاءت في توقيت مبكر من عمر المسابقة، فمواجهة النصر والجزيرة في الجولة الأولى كانت في غاية الصعوبة في هذا التوقيت، وألقت قمة الشارقة والوحدة وشباب الأهلي والعين في الجولة الثانية بكل ثقلها وحساباتها على البطولة، وعندما تأتي تلك المواجهات التي تعتبر من الوزن الثقيل في هذا التوقيت غير المناسب نظراً لعدم جاهزية اللاعبين بالصورة المطلوبة، فإن ذلك سوف ينعكس سلباً على الجانب التنافسي في قادم الجولات حتى وإن كانت تلك المواجهات سبباً في الإثارة التي رافقت ضربة البداية.
الجولة الثالثة ستشهد 3 قمم متتالية دفعة واحدة بدءاً من ديربي بر دبي بين الوصل والنصر، ومروراً بقمة الوحدة وشباب الأهلي وانتهاء بلقاء الكلاسيكو القديم بين العين والشارقة، تلك المواجهات يعتبرها البعض من صالح المسابقة كونها ترفع من وتيرة المنافسة والإثارة، وستنعكس إيجاباً على المستوى الفني للمسابقة، ولكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى فتور المنافسة في حال تراجع الكبار وخروجهم من السباق التنافسي.
كلمة أخيرة
جميعاً نتمنى أن تكون صورة دورينا جميلة حتى النهاية، وحتى تكتمل الصورة كان يفترض التنسيق في برمجة مباريات القمة.
محمد جاسم