الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مطر وحناجر المدرجات

ما زالت مباريات دوري الخليج العربي لكرة القدم تحبس الأنفاس لما فيها من إثارة ولمسات جمالية وروح قتالية، فضلاً عن وجود تطور واضح في أداء اللاعبين الشباب. وغير هذا، فإن فريق بني ياس جاء هذه المرة بروح جديدة وتصدر جدول الترتيب، فيما حافظ الملك على صورته البهية، ولاعبوه يرقصون على إيقاعات «تورنادو» الشارقة. مع كل هذه الصور المثيرة التي يعرضها دوري هذا الموسم، إلا أن ما يقدمه لاعب الوحدة إسماعيل مطر أكثر إثارة ومتعة وجمالية، فأداؤه يخالف معايير العمر ويعيد تعريف معنى «الشباب».



أثبت مطر من خلال أدائه وقراراته الحكيمة داخل الملعب أنه أصغر من عمره الحقيقي، وهذا الأمر لم يتحقق بطريقة عشوائية، بل جاء نتيجة عمل مدروس قام به اللاعب لتجديد شبابه الفني وتنشيط فكره المهني. مطر يجمع الخبرة وروح الشباب، لذا يأتي أداؤه مميزاً ويقظاً.



عندما تابعتُ أداءه أمام شباب الأهلي دبي في الأسبوع الثالث، شعرتُ أن المدرجات تستعير حناجر الجماهير لتهتف لروح مطر الشبابية ولخبرته وفطنته وحرصه وإخلاصه ومهاراته الفنية.



ليس هنا بصدد التغني بما قدمه مطر فحسب، بل بصدد ضرورة توجيه رسالة مهمة للجيل الجديد من أجل الاستفادة من تجربة هذا اللاعب الكبير، وكيف استعاد عافيته المهارية والبدنية والذهنية.

بعد أن تجاوز مطر عمر 30 سنة بدأ يركز كثيراً على الثقافة الصحية وكان كثير التواصل مع اختصاصي التغذية، كما أنه فهم بشكل جيد أهمية الالتزام داخل وخارج الملعب والحفاظ على الوزن المثالي وساعات النوم ونوعية التدريبات الفردية.

بلغ مطر الآن 37 عاماً وأصبح أكثر شباباً في الملاعب، لذا فإن هذه التجربة جديرة بتعميمها على الجيل الجديد من اللاعبين.

مطر في حاجة إلى أن يكتب قصته ويروي نقاط التحول في مسيرته الكروية، لأن سيرته لم تعد ملكه وحده، فنجاحاته تضيف سطوراً مضيئة لتاريخ الكرة الإماراتية.

على مطر أن يستعرض تجربته المميزة أمام اللاعبين الصغار لكي يستفيدوا منها ويتجنبوا تكرار أخطاء من سبقوهم.