الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

هل «المجالس مدارس»؟

يُقال في أمثالنا الشعبية: «المجالس مدارس» كتعبير عن أهمية المجالس أو الديوانيّات كأماكن للاجتماع لغرض التواصل، وتبادل الأخبار والآراء بين أهل الفريج في السابق، بالإضافة إلى كونها أماكن تطرح فيها النقاشات حول القضايا والظواهر المستجدة التي تهم أهل المنطقة أو القرية.

وللمجالس في السابق أهمية تثقيفية كونها تعلم الأطفال والفتيان «السنع» أي أساليب الإتيكيت والتنشئة الاجتماعية على أصولها، فالأبناء يتعلمون في المجالس أساليب ضيافة الكبار وطريقة الإمساك بالدلة والفناجين ثم سكب القهوة للضيوف، وأهمية احترام الكبار والإصغاء عندما يتحدثون، وهي خبرات لا غنى عنها للفتيان والشباب.

اليوم نتساءل: هل ما تزال المجالس تحظى بالأهمية التثقيفية والتعليمية لأجيال اليوم؟ وهل هي تزخر بتجمعات أهل الحي والأقارب كما في السابق؟ وهل نستطيع أن نعتبرها هذه الأيام كمدارس تعلم الأبناء والأجيال أساليب السنع؟

كثيراً ما أسمع تذمر الناس اليوم من قلة رواد مجالسهم إلى الحد الذي أصبحت لا تفتح إلا عند زيارات الضيوف، وفي المناسبات والأعياد وشهر رمضان، وهذه الظاهرة لها مبرراتها، فالأسرة الكبيرة الممتدة التي سادت في الماضي التي تضمنت الأب والأم والأبناء والجد والجدة والأعمام، تحولت اليوم إلى أسرة نووية تقتصر على الأب والأم والأبناء فقط.

أضف إلى ذلك سبباً آخر، وهو تسارع التكنولوجيا الذكية وتطور وسائل الاتصالات، والتي جعلت الأسرة أو أهل الحي يجتمعون في مجموعات إلكترونية «قروبات» يسردون فيها أحوالهم وأخبارهم اليومية، كل واحد منهم في غرفته أو مكتبه في مقر العمل.

فيروس كورونا فاقم من الظاهرة فقد أوصلنا لمرحلة لا نرغب في استقبال ضيوف ولا في فتح مجالسنا من الأساس خشية العدوى.