نسمع منذ سنوات عن اتصالات الجيل الخامس 5G، في حين أننا لم ننعم بأكثر من 10% من قدرة هذه الثورة، وذلك لكوننا لم ندخل حرفياً عالم «الرَّقْمَنة» الحديثة المعتمدة على اتصالات الجيل الخامس وتطبيقاتها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فمعظم الأجهزة من حولنا لم تتطور بعد لتصل إلى عصر إنترنت الأشياء.
اتصالات الجيل الخامس ثورة ستُغير حياتنا، فهي ليست مجرد سرعة كبيرة في الوصول لشبكة الإنترنت، إنما تتخطى حدود السرعة لتصبح نموذجاً متكاملاً سيجعل حتى الجمادات تتحدث وتتصل فيما بينها، وستصبح أجهزتنا وسياراتنا وشوارعنا وحتى منازلنا وأبنيتنا وعماراتنا متصلة بشبكة الإنترنت.
تقنيَّة الجيل الخامس ستُمكننا من بناء منظوماتنا الذكية كالبيت الذكي، والمبنى الذكي والشارع الذكي، والطب الذكي، والتعليم الذكي، وستصبح الحياة من حولنا أكثر ذكاء، وستصبح ثلاجاتنا تقوم بطلب حوائجنا ومستلزماتنا من السوبرماركت، وستكون قادرة على تقديم إحصائيات عن حجم مصروفاتنا، وستصبح أجهزة التكييف تتصل فيما بينها لتحافظ على درجة حرارة تناسبنا، وستكون أجهزة الإنارة متصلة بالإنترنت وقادرة على معرفة أوقات شروق وغروب الشمس، وأيضاً تحديد في أي فصل نحن الآن، وبناءً على هذه المعطيات ستقوم بتوفير الإضاءة المناسبة، وهكذا جميع الأجهزة لنصل إلى بيت ذكي من جميع الجوانب.
وبالانتقال إلى الشوارع الذكية والقيادة الذاتية، فتقنيات الجيل الخامس ستمكن السيارات من الاتصال بالشارع، ومعرفة ما هو أمامها من إشارات مرورية، وستوفر التقنية إمكانية اتصال السيارات ببعضها البعض وتحديد مساراتها واتجاهاتها ما سيوفر انسيابية أكثر لحركة المرور وسلامة الطرق، والوصول للقيادة الذاتية الكاملة في شوارعنا.
الجيل الخامس سيساعد كثيراً في توفير الطب الذكي والتطبُّب عن بعد، بالإضافة لمساهمته في توفير بيانات صحية أكثر دقة بفضل ربط أجهزة الاستشعار الصحي الموجودة في هواتفنا وساعاتنا الذكية وأجهزتنا المستقبلية، ما سيمكننا من مراقبة حالتنا الصحية ومدى استجابتنا للعلاج.
كل هذا سيصبح متاحاً بفضل السرعة في نقل البيانات، وأيضاً سيصبح بالإمكان الاستفادة من الطائرات بدون طيار في عمليات المراقبة وتتبع حالة الطرق، والاستفادة من بعض الخدمات اللوجيستية التي تقدمها هذه الطائرات في إيصال الطرود والشحنات، بالإضافة للتغيرات التي سنلتمسها في جودة نقل الفيديو وما سيقدمه ذلك في خدمة التعليم عن بعد، والوصول إلى منظومة التعليم الذكي، ويبقى هذا الطرح ناقصاً ومنقوصاً أمام تقنية حديثة ستُغير من شكل الحياة بكامل تفاصيلها.