الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الجائحة.. وحكايا المطارات والطائرات

يقولون ليس من رأى كمن سمع.. لذلك كان لزاماً عليّ مؤخراً أن أجتاز 6 مطارات في 6 أسابيع، حيث شهدت حال المطارات والطائرات في زمن الجائحة، ولم نكن من قبل لنعبأ بحالها في ظل تسارع إيقاع الرحلات، وتشعب وجهات الطائرات.

في رحلة المغادرة، كانت أولى وجهات الوصول مطار تورنتو (كندا)، لم يتجاوز عدد المسافرين على متنها أكثر من (20) مسافراً، لتخرج بعد (14) ساعة طيران من أبوظبي، وتجد المطار خاوياً على عروشه، تقوم بتعبئة بيانات الوصول إلكترونيّاً وتقدم فحصاً سلبياً لكورونا، ثم تدوّن عنوان إقامتك الحجرية لمدة (14) يوماً، وما أن تغادر المطار حتى تصلك رسالة إلكترونية بكافة التحذيرات عن مغادرة مكانك، والالتزام بما أقررتَه حال وصولك.

وفي العودة من (تورنتو) إلى (زيورخ) السويسرية، يتوجّب عليك الحصول مرة أخرى على فحص سلبي من مركز كندي قبل (96) ساعة، وتعتريكَ الحيرة حين تصل إلى بوابة المغادرة، فلا تجد غيرَك، وتسأل عن ركاب الرحلة، فيجيبونك: كلُّهم داخلها، عددكم (12) راكباً وأنت آخرهم! لتدخل الطائرة وتستشعر غربة أرضية ـ جوية، وتقطع عرض المحيط لتصل (زيورخ) وتفاجأ بتعذر دخول سويسرا، ولولا تفهم مسؤول الجوازات بأننا فقط عابرون إلى العاصمة (فيينا) ما سمح لنا بالدخول، فدولة الشوكولاتة موصدة أبوابها أمام كل قادم لا يملك إقامة أوروبية.


وما أن تصل مطار (فيننا) متوجهاً إلى جنوبها (كلاجنفورت) حتى يطل عليك مسؤول الحجز في المطار: عذراً تم إلغاء الرحلة، وعليك الانتظار إلى رحلة الغد لأن عدد الرحلات الداخلية تقلص إلى رحلة واحدة يومياً، لتبدأ رحلة البحث عن فندق تأوي إليه، متخوفاً من انتهاء فاعلية فحصك بعد أن صارت هويتك ثنائية في زمن كورونا: جواز سفرك والفحص.


وفي رحلة العودة عبر (زيورخ) إلى أبوظبي، تصلها صباحاً قادماً من رحلتين بين (كلاجنفورت) و(فيينا)، لتفاجأ باحتمال إلغاء الرحلة! لكن جذوة الأمل لا تنطفئ، ومداد السماء لا ينقطع.. الرحلة ستغادر إلى أبوظبي رغم قلّة عدد الركاب الذين لم يتجاوزوا (16) راكباً!

وبعد انتهاء إجراءات وصولك ترتدي (الأسورة) الفضية، وتدرك يقيناً أنك ضيف أسير ببيتك لمدة (14) يوماً لا تبارحه.. تلك شجون وشؤون المسافر في زمن الكورونا.