السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لا تنظر إلى الخلف

«لا تنظر إلى الخلف».. لقد اتخذ بعضنا هذا الشعار نهجاً في حياتهم، ظناً منهم أنه المحفّز الحقيقي للتقدم والنجاح والوصول إلى طموحاتهم، ويحاولون بثه للآخرين على أنه قاعدة رئيسية لنيل الأهداف.

يقول المثل الشعبي (اللي ماله أول.. ماله تالي) لكن كثيراً منا يجهل ما وراءه ومن خلفه في سبيل الوصول إلى غاياته بمعتقداته تحت نظرية (الغاية تبرر الوسيلة) متجاهلاً الأمانة والمسؤولية والحقوق، وكذلك الأصالة والمنبع والفضل، ليكون له القياس الحقيقي في التقدم والإنجاز، من لا يلتفت إلى الخلف فإنه لن يدرك المسافة التي قطعها، وبالتالي ستعود حساباته إلى «الصفر».

يجب علينا النظر إلى الخلف وإلى من نجرّهم خلفنا، وليست لغة (الأنا) هدفاً سامياً بل هي أنانية مطلقة، والعناد والغطرسة هما ما يقودنا إلى الماء العكر، والتخطيط الاستراتيجي غاية لكل إنسان يدير حياته بانتظام، ولكن يجب أن يضع في خطته كامل المسؤولية عن مرؤوسيه ومن يقودهم في حياته إلى مستقبل مضيء يعمه السلام والتميّز والنجاح، أما الاستراتيجية التي تنتج العداء والكراهية، فإنها تدل على فشل المخطط لها.

القائد وصانع القرار يتمتع بسعة الفكر والصبر والجلد وحسن الأثر، وهو الذي يبني خططه على أساس التعاون الإستراتيجي لمصلحة الحياة، ومن يمشِ عكس ذلك فقد قال الله عزّ وجل فيه ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ (سورة الْكَهْف ـ الآية: 103-104).