الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

قدر الكبار

ارتباط جماهير الأندية الكبيرة والعريقة بالبطولات والإنجازات علاقة تفاعلية وهي جزء أصيل من منظومتها الإدارية، وعلى هذا الأساس اعتادت جماهير تلك الأندية التي ارتبطت بالكيانات الكبيرة على الإنجازات، التي تمثل إرثاً متجدداً لها وتتناقله الأجيال من جيل لآخر، مثل تلك النوعية من الجماهير لا تقبل إلا بوقوف فريقها على منصات التتويج، وعندما لا يتحقق لها ذلك تجدها تعيش حالة من الفتور العاطفي، الذي لا يمكن علاجه إلا بعودة الفريق لطريق البطولات، وفي مثل هذه الظروف والمواقف يقع العبء الأكبر على إدارات الأندية، التي تجد نفسها بين سندان تراجع نتائج الفريق ومطرقة الجماهير التي لا تقبل بالأمر الواقع، وهنا تبرز القدرة الإدارية وحكمتها في التعاطي مع مثل تلك المواقف حتى عودة الفريق لتوازنه.



لا يجب أن نستغرب من أن تصب الجماهير غضبها على المدرب أو على الجهاز الفني والإداري، عندما تتوالى عملية الخسارة أو الإخفاق في بطولة، وقد يصل الأمر إلى المطالبة بإقالة المدرب واستقالة الإدارة، وتلك الوضعية لا تنطبق على جميع الأندية بل فقط تلك التي لها تاريخ وإرث كبير من البطولات والإنجازات، فجماهير تلك الأندية لا تعترف سوى بلغة الفوز والبطولات، لأنها اعتادت ان تعيش نشوة الفرح واللحظات الجميلة التي تعودت عليها، وعند الإخفاق والخسارة لا تتذكر شيئاً من تلك الأشياء الجميلة وتتناسى أن من تطالبه بالإقالة والاستقالة اليوم هم أنفسهم الذين صنعوا لهم الفرح طوال الفترة الماضية.



الأمر لا يتعلق بنادٍ معين بل هي حالة عامة تعاني منها جميع الأندية الكبيرة ذات العلاقة الوطيدة بالإنجازات، وما تتعرض له إدارات بعض الأندية الكبيرة نتيجة تراجع أداء فرقها هذا الموسم، نتيجة طبيعية تتعرض لها أكبر وأعرق الأندية في العالم وهذا هو قدر الكبار وقدر الأندية الكبيرة.



كلمة أخيرة

قدر الأندية الكبيرة بأنها تملك جماهيرية وجماهير عريضة لا تقبل ولا ترضى إلا بلغة الفوز وحصد البطولات والإنجازات.