الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الأبيض وهوية المنتصر

تفتقر المكتبة الإعلامية الرياضية المحلية إلى دراسات دقيقة عن تقلبات هوية المنتخب الوطني لكرة القدم، لأن الوسط الإعلامي يركز على النتائج والألقاب ولا ينشغل بالهوية وعناصرها وكيف تتشكل ولماذا تتغير، حتى إن المناهج النقدية الكروية الحالية ليست لديها أدوات فحص كافية، ولا تميل إلى طرح أسئلة يمكن أن توصلنا إلى معرفة أسباب التغيير.

خلال العقد الماضي، تولى عدد من المدربين الأجانب مهمة تدريب «الأبيض»، وكل مدرب صنع هوية مختلفة للمنتخب. حمل الأبيض هوية «مهزوم- مهزوز» تحت قيادة مدربين أجانب، في حين كان يحمل هوية «منتصر- واثق» مع المدرب الوطني مهدي علي.

عندما يحمل المنتخب هوية مهزوم، فإن أداءه المهزوز وخساراته المتكررة يعبران عن ميزات هذه الهوية، لكن أيضاً يمكن لهذا المنتخب أن يحقق انتصارات الصدفة، وهذا النوع من الفوز لا يصنع الثقة ولا يعمّر طويلاً.

في الجانب الآخر، يكون المنتخب الذي يحمل هوية المنتصر مستقراً نوعاً ما، ويعرف طريق الفوز ويكرر انتصاراته من خلال أداء متماسك ومدروس وليس عشوائياً، كما تكون خساراته مقبولة نسبياً.

كل مدرب له فلسفته الخاصة، وكثيرون لا يميلون إلى مراجعة عمل من سبقوهم، وهذه طبيعة شخصية، لكن كثرة «الفسلفات التدريبية المختلفة» شكّلت هوية مضطربة للأبيض خلال السنوات الماضية، وبالتالي جاءت النتائج مطابقة لهذا الاضطراب وغير مرضية للجماهير.

هوية الأبيض في حاجة إلى فحص من قبل القنوات الرياضية لأن هذه الوسائل تمتلك أدوات تدقيق أكثر من وسائل الإعلام الأخرى، فمن الضروري جداً أن يعرف الوسط الرياضي مسار هوية الأبيض وكيف تتغير، وهذه المعرفة تساعدنا على اتخاذ مواقف صحيحة تخدم المنتخب ولا تضره.

على سبيل المثال، إن الذين طالبوا بإبعاد الكابتن مهدي علي عن قيادة المنتخب وعملوا ضغطاً كبيراً في منصات الإعلام الحديثة والتقليدية، يدركون اليوم بلا شك أن مواقفهم لم تكن سليمة، ويعرفون أيضاً أن الأبيض أصبح أكثر اضطراباً بعد حقبة المهندس مهدي، أي أنه فقد هويته الجميلة وعناصر قوته.

نأمل أن يستعيد الأبيض هوية المنتصر مع المدرب الكولومبي خورخي بينتو وأن يكون أكثر تألقاً في المرحلة المقبلة.