الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نجوم في العتمة

ركز الإعلام الرياضي في الفترة الماضية على عقود اللاعبين المحليين, وانتقد محللون ونقّاد نظام الرواتب والمكافآت في الأندية, وراح البعض يقارن بين مداخيل الجيل الحالي ورواتب لاعبي القرن الماضي, وهذه مقارنة ليست في محلها. أثّر التركيز النقدي على الرواتب والمكافآت سلباً في معنويات اللاعبين المواطنين, وخلق فجوة بينهم وبين جمهورهم.

بعد تسليط ضوء مركّز على مداخيل اللاعبين الافتراضية راح الجمهور يقارن بين ما يحصل عليه اللاعب وما يقدمه في الملعب, وهذه عملية ليست مناسبة لدعم المواهب المحلية.

بسبب قضية الرواتب, حجب الإعلام الرياضي إلى حد ما أضواءه عن اللاعبين وجعل نجوميتهم تدور في العتمة, خاصة عن اللاعبين الدوليين الذين يمثلون المنتخب الوطني.

الأندية الإماراتية لديها لاعبون مميزون ومواهب واعدة ونجوم يستحقون مزيداً من الأضواء, لذا علينا جميعاً أن نُدرك أهمية دعم المواهب المحلية وفتح المجال أمامها لتشق طريقها وبالتالي تتحول إلى علامة تجارية تخدم المؤسسة الرياضية.

الكل يعلم أن الحضور الجماهيري لمعظم مباريات المسابقات المحلية لا يشجع الشركات على رعاية فرق الأندية المحلية, لكن وجود زخم إعلامي واضح عن النجوم بإمكانه أن يحفز الرعاة على توقيع عقود شراكات متنوعة لدعم الأندية.

معظم وسائل الإعلام الرياضي المحلي رسمية, خصوصاً القنوات الرياضية, لذا من الضروري أن تستثمر هذه الوسائل إمكانياتها لدعم مشروع كرة القدم في الدولة.

التركيز على القضايا السلبية وحدها سيحرم كرة القدم من ينابيع مهمة, مادية ومعنوية, وربما يشجع العائلات على منع أولادها من ممارسة اللعبة أو تشجيعها.

الكرة الإماراتية فيها الكثير من القصص الجميلة والإيجابية, وهذه القصص تحتاج إلى ضوء الإعلام ومتابعته, فإهمال الجوانب الجميلة يرسم صورة مظلمة عن اللعبة وبيئتها ونجومها, وهذا أمر لا يأتي بالنفع على الإعلام واللعبة على حد سواء.

لدينا مواهب تستحق الأضواء, لذا على كل من يعمل في حقل الإعلام الرياضي أن يبحث عن القصص الجميلة في كرتنا المحلية ويقدمها للجمهور في الداخل والخارج, وإذا كان تسليط الضوء على السلبيات مهماً, فإن عرض الإيجابيات أكثر أهمية في هذا الوقت.