الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«يوم العُزَّاب» الصيني.. حقائق وتحولات

يحتفل الشعب الصيني بــ«يوم العُزّاب» بتاريخ 11/11 من كل عام، وهو احتفال شعبي غير رسمي، ظهر في تسعينيات القرن الماضي، وقد بدأت هذه المناسبة باحتفال طلاب الجامعة غير المتزوجين، ومن ثم انتشرت هذه الاحتفالية في مدينة نانجينغ، ومنها إلى جميع أنحاء الصين، لتتحول اليوم لواحدة من أكبر المهرجانات الشعبية الصينية، والتي بدأت مؤخراً بالانتشار خارج الصين، فبالعودة لمفهوم يوم العُزَّاب فإننا نجده فرصة لأن يكافئ الشخص نفسه بأن يقوم بتقديم هدية لنفسه، ومن هذا المنطلق بات كثيرون يعتبرونه يوم مكافأة النفس وتشجيعها على المضي قدماً.

يوم العزاب تحول من احتفال للعزاب ليوم يعتبره البعض مكملاً للعلاقة، حيث يحرص بعض المحبين والعشاق لتتويج علاقتهم بالزواج في هذا اليوم، وبات يوم العزاب هو نفسه يوماً للزواج بعد أن أقبل الآلاف ليتمموا زواجهم بهذا اليوم.

ويتابع كثير من منصات الإعلام في كل عام مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة، حيث اعتاد كثير من الشباب في الصين شراء الهدايا لأنفسهم في هذا اليوم، ومن هنا تحول يوم العزاب لأكبر مهرجان تسوق في العالم، وفي كل عام يتم تحقيق مبالغ ضخمة من عمليات البيع الإلكترونية تزامناً مع يوم العزاب ليصبح بهذا أكبر مهرجان تسوق إلكتروني في العالم، وتتهافت منصات التسوق الإلكتروني في جميع أنحاء الصين لتقديم أفضل العروض للمتسوقين في هذا اليوم.

فمثلاً، حققت منصة علي بابا الشهيرة مبيعات تاريخية في يوم العزاب لهذا العام حيث تجاوزت مبيعات «تيمول» منصة التجارة الإلكترونية لمجموعة علي بابا 498.2 مليار يوان (74.1 مليار دولار أمريكي)، وتم توصيل ما يقترب 2.32 مليار طلبية خلال فترة العروض التي أطلقتها المنصة للاحتفال بيوم العزاب، واللافت للنظر في هذا العام أن يوم العزاب تحول لكرنفال تسوق امتد لأكبر من أسبوعين حيث قامت الشركات والعلامات التجارية والمحلات ومنصات التسوق الإلكتروني بتمديد فترة العروض، فبدلاً من وقت قصير للتسوق أصبح الوقت أطول مما شجع الناس على الاستفادة من هذه العروض.

يوم العزاب هذا العام كان مقياساً جديداً لتعافي الطلب المحلي، مما يثبت تعافي الاقتصاد الصيني بعد أزمة كورونا، وقد جاء كرنفال التسوق بيوم العزاب ليزيد من ثقة الشركات والعلامات التجارية بالسوق الصيني المحلي، والذي تأثر بجائحة كورونا المستجد لكن سرعان ما تعافى وخرج من الأزمة.