الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لما لا لكل قضية؟

قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية وبعدها، اتخذت الشبكات الاجتماعية فايسبوك وتويتر إجراءات أكثر صرامة للتعامل مع نشر المعلومات الخطأ والإشاعات حول الانتخابات، وذلك لتجنب مصيبة أخرى كما حدث في عام 2016، عندما استخدمت الشبكتان لنشر الأكاذيب أثناء موسم الانتخابات.

لقد وضع كل من تويتر وفايسبوك ملاحظات على تغريدات ومحتويات نشرها الرئيس الأمريكي ترامب، تبين أنها غير دقيقة أو صحيحة ولم تحذفها، وأحياناً تخفي التغريدات دون حذفها، وكذلك حذفت محتويات مضللة نشرتها أطراف مختلفة، هناك مجموعة في فايسبوك دعت للعنف ضد الآخرين ممن يحاولون تطبيق نظام الانتخابات بدعوى أنهم يسرقون فرصة الرئيس الأمريكي بالفوز مرة أخرى، وقد حذفت المجموعة بما فيها من محتويات.

كما حالَ تويتر دون انتشار تغريدات مضللة بمنع إعادة تغريدها، وكذلك حذف حسابات كثيرة كان هدفها التضليل ونشر الأكاذيب حول الانتخابات.. هذه الإجراءات نجحت في الحد من نشر الأكاذيب لكنها لم تمنعه كلياً، ولا أظن أن هناك وسيلة لمنع نشر الأكاذيب، والمشكلة أن هناك أطرافا خارجية وداخلية تحاول نشر الفوضى لتؤثر على نتائج الانتخابات، ولا تهتم بعواقب نشر الأكاذيب.


من ناحية أخرى؛ إن كان في مقدورتويتر وفايسبوك الحد من نشر المعلومات الخطأ حول الانتخابات فلِمَ َلا يفعلان ذلك مع قضايا أخرى؟.. كلاهما استخدم لنشر معلومات خطأ حول قضايا الصحة مثلاً، وكان لها أثر سلبي ولا يزال إلى اليوم، وفي بعض الدول استخدم الموقعين لتنظيم حملات عنف ضد الأقليات، وإذا بإمكانهما الحد من نشر المعلومات الخطأ لقضية واحدة فعليهما فعل ذلك لقضايا كثيرة وعالمياً.