الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

غيرة اللاعب وروحه القتالية

تعتمد لعبة كرة القدم على الأداء الجماعي, وكل لاعب يقوم بأدوار معينة خلال المباراة حسب توجيهات المدرب, والالتزام بتعليمات الجهاز الفني ضروري جداً لخلق الانسجام بين خطوط الفريق من أجل الوصول إلى الهدف المنشود. عندما تستعصي الحلول الجماعية تظهر الحاجة إلى المعالجة الفردية, وهذا الأمر يتطلب وجود موهوبين يستطيعون حسم النتيجة لصالح فريقهم.

مدرب جيد ولاعبون موهوبون وإعداد مميز, كل هذه الأمور عوامل مهمة لأي فريق لكنها تبقى ناقصة إذا يترك اللاعب روحه القتالية على مقاعد البدلاء ويخوض المباراة من دون غيرة.

اللجوء إلى تغيير المدربين الجيدين باستمرار بسبب النتائج السلبية أمر يتطلب المراجعة, لأن الكرة الإماراتية أصبحت في حاجة ملحة إلى الاستقرار الفني, مع ضرورة التركيز على تحفيز الروح القتالية للاعبين.

الكرة المحلية في حاجة إلى لاعب موهوب ومقاتل غيور, يقاتل من أجل تحويل أشباه الفرص إلى أهداف, ومن أجل أن يجعل منطقة الدفاع آمنة يصعب اختراقها, ويُسلح جبهة الوسط بماكينات لا تهدأ, تدافع وتهاجم من دون كلل أو ملل.

الأجهزة الفنية والإدارية في الفرق المحلية التي لديها استحقاقات خارجية عليها أن تُحفّز الروح القتالية لدى اللاعبين,, فالموهبة وحدها لا تكفي لصناعة الإنجاز من دون غيرة وحماس وقتال منضبط داخل الملعب.

المنتخبات الوطنية هي الأخرى في حاجة إلى لاعبين موهوبين ومقاتلين, لأن وجود الموهبة والغيرة معاً يشكلان فريقاً يصعب التغلب عليه.

اللاعبون الذين يقاتلون في الملعب ويكافحون طوال المباراة يحظون بتقدير جمهورهم حتى وإن كانت النتيجة سلبية, فالجمهور يعرف كرة القدم ومنطقها. عندما يخسر الفريق من دون أن يقاتل, ينتقده عشاقه بقسوة ويستخدمون كل الأساليب النقدية اللاذعة, لكن عندما تتحقق الخسارة بعد جهد واضح وكفاح, يُقدر الجمهور تضحيات اللاعبين وغيرتهم وحرصهم وتفانيهم.

اختيار مدربين جيدين للفرق المحلية والمنتخبات الوطنية أمر حيوي في عالم كرة القدم, لكن الأهم هو وجود لاعبين غيورين يقاتلون من أجل إسعاد جمهورهم.