في هذا العالم يُوظف رجال الأعمال والمديرون موظفاً أو موظفة (سكرتارية) لمساعدتهم على إنجاز أعمالهم سواء أكانت العملية أو الشخصية سواء تنظيم المواعيد والرد على المكالمات والإيميلات، وأيضاً حجز الفنادق والمطاعم وتذاكر الطيران، بالإضافة لتتبع سجل التذكيرات.
وهذا الأمر حصراً للمديرين والموظفين في الإدارة العليا، ولكن مع تقدم وسائل التكنولوجيا سيصبح لكل شخص في هذا العالم مساعده الشخصي الخاص به، وهذه هي حكاية الأصدقاء سيري من شركة أبل وأليسكا من أمازون وبيكسبي من سامسونغ ومساعد غوغل الشخصي، التي ستوفر لك مساعداً شخصيّاً أو سكرتارية خاصة بك، ولن تنتظر حتى تصبح مديراً لتنعم بهذه المزايا.
تتنافس الشركات العملاقة فيما بينها لإيجاد مساعد شخصي لكل شخص في هذا العالم، وذلك من خلال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعمل على تنظيم حياة الأشخاص، وجدولة مواعيدهم والرد على إيميلاتهم، وصولاً لحجز الفنادق والمطاعم وتذاكر السفر، وقد أعلنت شركة جوجل قبل عدة سنوات أن المساعد الشخصي الخاص بها يستطيع إجراء المكالمات بدلاً عنك، ويتصل بالمطاعم والفنادق، ويستطيع التفاوض معهم كما لو كان إنساناً.. هو يقوم بهذه المهمة وليس حاسباً آليّاً مبرمجاً.
ومن يتابع أحدث التطورات التقنية فسيكتشف أن نظام أليسكا بات يُستخدم في الكثير من الأجهزة والأدوات المنزلية، وأصبح بمثابة مساعدك الشخصي في البيت، فعن طريق الأوامر الصوتية تستطيع تشغيل الإنارة والتكييف وإقفال أو فتح الستائر بخلاف تشغيل أو إطفاء الأجهزة المبرمجة على هذا النظام، سواء أكانت التلفزيون أو الثلاجة أو الغسالة، وأيضاً يمكنك من خلال بعض الأجهزة أن توجه الأسئلة مهما كان نوعها لمساعدك الشخصي، كأن تسأل سيري أو بيكسبي أو مساعد غوغل، وسيكونون طوع أمرك في اللحظة والساعة.
في مقبل السنوات ستتطور هذه التقنيات لتصبح بقدرات فائقة، تحاكي جميع مهام السكرتارية والمساعد الشخصي الحقيقي، بل ستتخطى هذه المهام لتصبح يدك اليمنى، وربما أكثر من ذلك، وستقوم بتنظيم وتنسيق جميع أمور حياتك ولن تغفل عن موعد أو مناسبة، حتى إنها ستكون مستشارك المالي ومحاسبك الخاص، ومستشارك القانوني، وأيضاً مستشارك للسفر، وأيضاً صديقك الحميم الذي تفشي له جميع أسرارك، ولا أستبعد أن تصبح هي نفسها طبيبك النفسي، حينها ستنعم بكثير من الامتيازات، وفي الوقت نفسه عليك أن تخافها فهي ستعرف عنك ما لا تعرفه أنت عن نفسك.