يحتل المدرب الوطني مهدي علي مكانة بارزة كواحد من أهم المدربين في تاريخ المنتخب الإماراتي الأول، سواء من خلال إحصائيات المباريات أو الإنجازات، بقيادته الأبيض للفوز بكأس الخليج عام 2013 في البحرين وبإحراز المركز الثالث لكأس أمم آسيا عام 2015 بأستراليا، وقبلها كان المدرب الأكثر تميزاً في تاريخ المنتخبات السنية، بتحقيق كأس آسيا للشباب، والتأهل لدور الثمانية لكأس العالم للشباب، وبإحراز كأس الخليج تحت 23 سنة، والمركز الثاني لمسابقة الكرة بدورة الألعاب الآسيوية، وبالتأهل لنهائيات الكرة بدورة لندن الأولمبية، ورغم هذه الإنجازات الرائعة، فلم يحقق مهدي نجاحاً يُذكر على مستوى تدريب الأندية في الفترات البسيطة التي تولى فيها المسؤولية، مرة مع بني ياس ومرتين مع الأهلي وشباب الأهلي. وكانت عودة المهندس لقيادة شباب الأهلي في منتصف ديسمبر الماضي، فأل خير عليه ليضع بصمته الأولى في المنافسات المحلية لأول مرة في تاريخه التدريبي الذي يزيد على 20 عاماً، وذلك عندما أحرز لشباب الأهلي لقب كأس السوبر، بالفوز على الشارقة بهدف وحيد وصاعق جاء برأس المدافع محمد مرزوق في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع. الفوز والتتويج أصاب عدة عصافير بحجر واحد للمهندس مهدي، فهو لقبه المحلي الأول، وهو فك للنحس في المنافسات المحلية مع الأندية، وهو أول تتويج له مع شباب الأهلي بعد فترتين قصيرتين وغير ناجحتين لظروف لا تخص التدريب وحده، والعصفور الثالث، هو عودة النجاحات والنجومية والحيوية لمهدي، بعد فترة اقتربت من 4 سنوات من الابتعاد والتردد انتظاراً لفرصة وتحدٍ جديد، ينعش به ذاكرة العمل المثمر. تفاءل علي باللقب وقال إنه بداية للمزيد من الألقاب والإنجازات في هذا الموسم، خاصة بعد تأهله بالفريق للدور قبل النهائي لكأس الرئيس، وهو على بعد نصف خطوة لتحقيق نفس الإنجاز في كأس الخليج. كما أن اللقب يؤكد اكتشافه معادلة النجاح والفاعلية بعد تحقيقه، لفوزه الأول في الدوري على النصر القوي، بعد إضاعة 7 نقاط في أول 3 مباريات، وهذا يضع الفريق على الطريق للعودة للمربع الذهبي بعد طول غياب.
جائزة فهمي للنزاهة
بعد وفاته الدرامية عقب كفاح طويل ضد السرطان، نشرت هنا مقالاً بعنوان «فهمي.. الشاب الشجاع»، في مارس 2020 لتأبين الشاب عمرو مصطفى مراد فهمي، السكرتير العام السابق للاتحاد الإفريقي «الكاف»، الذي خاض حرباً شرسة ضد الفساد المستشري في الكاف برئاسة الملجاشي أحمد أحمد، والذي تقدم بملف خطير إلى لجنة الأخلاقيات بالفيفا عن فساد وجرائم رئيس الكاف، في الاختلاسات والانتهاكات المالية، وقبول وتقديم الرشاوى، عدا عن جرائم أخلاقية أخرى.
وللأسف تلكأ الفيفا ولجنته الأخلاقية الخاضعة لسيطرة إنفانتينو رئيس الفيفا وحليف رئيس الكاف، لأكثر من عام، رغم أن المستندات التي قدمها الراحل عمرو فهمي، كانت دامغة بالإدانة، ورغم وقوع عشرات الأدلة والمستندات في يد السنغالية فاطمة سامورا، السكرتير العام للفيفا، التي قامت بإدارة الكاف طوال 6 أشهر، وللأسف لم تتضمن تقاريرها وشهادتها أي إشارة عن بحيرة الفساد التي يسبح فيها الكاف.
ويبدو أن محاولات التغطية على فساد رئيس الكاف، باءت بالفشل الذريع، لتصدر لجنة الأخلاقيات منذ يومين، قرارها الهزيل باستبعاد أحمد أحمد، وحظر تبوؤه لأي منصب رياضي كروي طوال 5 سنوات، وفرض غرامة 200 ألف فرنك سويسري عليه، ما سيحرمه من دخول انتخابات رئاسة الكاف.
في مقالي السابق، أشدت بشجاعة وقوة الشاب المصري ابن الأصول، الذي توارث منصبه الإفريقي عن والده وجده، بجدارة وكفاءة، وقلت إنني أشعر كم كان إنفاتينو صغيراً ومتخاذلاً بالمقارنة مع الشاب عمرو فهمي الذي كان كبيراً وجريئاً في الحق، والذي تعرض للفصل والتصفية من منصبه، ورفض الاستسلام، بل أعلن خوضه لانتخابات رئيس الكاف، وفضح أحمد أحمد، وأحرج الفيفا ورئيسه، ولم يمهله القدر، ليرى ثمرة كفاحه ونجاح حربه على الفساد.
واليوم يفخر العرب والمصريون والأفارقة الشرفاء، أن ابنهم عمرو فهمي، كان على الحق ومات عليه، وهو يحارب المرض العضوي، والفساد الكروي، وأعتقد أن التكريم اللائق بهذا الراحل الشاب، هو تخصيص جائزة سنوية عالمية باسمه لأفضل ممارسات الشفافية والنزاهة بعالم كرة القدم، الذي لا يزال يئن تحت وطأة الفساد.. ولا يزال في هذا الملف فضائح أخرى تحت الرماد.