الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لنستثمر في المدن والنقل العام

أضافت شركات السيارات تقنيات القيادة الذاتية في سياراتها منذ ما يقرب من عقدين، الأمر بدأ مع إضافة خصائص ترفع مستوى أمان السيارة، وتُجنبها الحوادث بقدر الإمكان، كأن تتوقف السيارة بنفسها عند الضرورة أو عدم الخروج من مسار محدد، أو تقديم تنبيه في حال لم يكن السائق منتبهاً للطريق.

هذه الخصائص ازدادت لتجعل قيادة السيارة تصبح شبه آلية ولا تحتاج تدخلاً من السائق، ومع تطور التقنيات والمستشعرات وقدرات الحاسوب بدأت شركات السيارات في تضمين ما يسمى بالقيادة الذاتية، لكنها ليست قيادة ذاتية كاملة، إذ تحتاج من السائق أن ينتبه لما يحدث في الطريق، وقد ثبت من حوادث عدة أن السائقين يثقون أكثر من اللازم بهذه التقنية لدرجة أن بعضهم ينام، والتقنية نفسها لم تجنب بعض السيارات من الاصطدام لأنها تقنية غير جاهزة بعد.

مع ذلك المبشرون بتقنية القيادة الذاتية يتحدثون عنها كأنها شيء سينتشر خلال سنوات قليلة وستعالج مشكلة المواصلات، أضف لذلك شركات سيارات الأجرة التي توفر الخدمة من خلال تطبيقات الهاتف، وسيكون لدى كل مجتمع حل شامل لكل مشكلات النقل، لكن هذا التصور يتجاهل أن أهم حل لتلك المشكلات هو التخطيط للمدن لتصبح مناسبة للناس أكثر من السيارات والاستثمار في وسائل النقل العامة.


تصورات وادي السيليكون تأتي من أناس لا يريدون استخدام وسائل النقل العامة، وقد بدأت شركة تحفر الأنفاق لكي تستطيع القيادة بدون الخوض في الزحام، لكن المدن لا يمكنها الاعتماد على هذه التقنيات، لأن الأساس هو تخطيط المدن والنقل العام أولاً.