السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

وحدة قياس وإعادة فحص

نحن نستمتع الآن بمسابقاتنا الكروية المحلية ونرى تطوراً في أداء بعض الفرق واللاعبين وهذا شيء مهم, لكن هل هذا التطور يكفي لمواجهة فرق القارة الآسيوية؟ أم أن فرقنا المحلية في حاجة إلى مزيد من العمل؟

لا أحد يُنكر أن دوري الخليج العربي لهذا الموسم انطلق بصورة مميزة, وقدم لنا مواهب شابة واعدة, لكن الحقيقة أن فرق الأندية الآسيوية تتطور أسرع وتحقق تقدماً أكثر تميزاً, لذا على أنديتنا أن تأخذ هذه النقطة في الحسبان, لأن الجمهور يريد فرقاً محلية تنافس في الميدان القاري وتثبت حضورها وتقاتل من أجل الوصول إلى منصات التتويج.

التركيز على المسابقات الخارجية يجب أن يكون أولوية الفرق الإماراتية الكبيرة, وعندما تتحول الأنظار إلى منصات آسيا, لا بد من عمل كبير وتخطيط سليم يرافقان هذا التحول, وكذلك ضرورة دراسة واقع الأندية المنافسة. إن معرفة قوة الفرق الآسيوية التي تعمل من أجل الألقاب الخارجية هي وحدة قياس تساعدنا على اكتشاف حقيقة فرقنا, وإذا نبقى نجهل ميزات الفرق القارية, فإننا لن نعرف سمات فرقنا الحقيقية ومدى استعدادها للمنافسة على الصعيد الخارجي.

من دون تحول واضح ووجود نهج جديد في العمل والتحضير والاستراتيجيات,ستبقى فرقنا تدور في دوائرها المحلية ولن تخرج بعيداً عن هذا المحيط. جمهور الكرة الإماراتية يطمح لرؤية فرقه تُجاري الفرق الآسيوية في تقدمها وسرعتها وقوتها, وهذا الطموح مشروع, لأن بيئة الكرة المحلية تمتلك مقومات النجاح والمنافسة, لذا يجب الاستفادة من هذه البيئة ومقوماتها والخروج من الدائرة الضيقة إلى المحيط الأوسع.

من أجل تعزيز حظوظ الفرق المحلية في الميدان القاري, على شركات كرة القدم إعادة فحص اختياراتها للاعبين والأجهزة الفنية, وكذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة, ثم التركيز على الاستقرار الفني حتى لا تحدث فوضى الإقالات والتغييرات العشوائية التي تضر البناء وتفكك وحدة الفريق.

من يفكر بالمستقبل, عليه أن يعمل اليوم, وإذا لم تول الإدارات أهمية للحاضر, فإن مستقبل الكرة المحلية سيبقى مجهولاً.