الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

القيَم.. والقفص الزوجي

عندما نتناول ظاهرة اجتماعية خطيرة ومتفاقمة مثل: ظاهرة ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمعات العربية، تقتضي الحكمة منا أن نتجاوز القشور وأن ننفذ سريعاً إلى الأعماق، وأعني بالأعماق الأسباب الجوهرية التي تدفع طرفاً للنفور من الآخر، وتفضيل خيار الانفصال على خيار الاستمرار والصمود.

في الملتقيات التي تنعقد لمناقشة هذه الظاهرة نسمع كثيراً عن تكافؤ النسب، وتوافق الفكر، وتقارب المستوى المادي، وكلها أسباب مهمة بلا شك، لكننا نادراً ما نسمع عن تقارب منظومة القيم بين الزوجين رغم أهميتها البالغة، وانعكاسها المباشر على العلاقة بينهما.

قبل 3 سنوات أصدرت كتاباً في المكاشفة الاجتماعية، ناقشت من خلاله الأسباب التي تدفع طرفاً للتفكير جديّاً في الانفصال عن الآخر، وخطرت في ذهني يومها فكرة إتاحة المجال للقراء الذين لديهم تجارب زواج فاشلة للمشاركة في صناعة المحتوى.


فسألتهم عبر تطبيق سناب شات: «ما السبب الذي دفعكم للتفكير جدياً في الانفصال»؟


فتدفقت الإجابات كالسيل المنهمر، وكانت كلها تدور في فلك تباين منظومة القيم بين الزوجين، فالرجل الصادق يرفض الاستمرار مع امرأة كاذبة، والمرأة الكريمة ترفض الاستمرار مع رجل بخيل، والرجل صاحب المبدأ لا يطيق العيش مع امرأة متلونة، والمرأة الجريئة الشجاعة لا تطيق العيش مع رجل جبان.

هذا التأثير الواضح والمباشر لمنظومة القيم، يفترض أن يقابله تدقيق في الاختيار قبل الارتباط، لأن القيم تنمو مع الإنسان منذ طفولته، ومن الصعب تغييرها أو حتى التأثير فيها عند الكبر.