الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

وداعاً للأسطورة مارادونا

كنت ناوياً على تخصيص مقالتي ليوم غدٍ الجمعة، لمباراة القرن الكروية الإفريقية المقامة باستاد القاهرة بين الأهلي والزمالك، على لقب دوري أبطال القارة السمراء، لأول مرة بتاريخ القارة، وهي المواجهة الإفريقية العاشرة بين الغريمين العتيدين، والمباراة رقم 237 في تاريخ هذا الديربي العالمي العريق، الذي بدأ عام 1917، وعلى مدى 103 أعوام، ليصبح واحداً من أفضل وأشهر عشرة ديربيات في العالم، ولكن جاءت الوفاة المفاجئة للأسطورة مارادونا لتجبرني على تأجيل مقالة مباراة القرن، وتركيزي على حديث خاص عن أسطورة القرن.

رحم الله مارادونا الأسطورة الكروية التي فرضت نفسها على الكرة العالمية منذ أن كان شاباً يافعاً في نهاية السبعينيات وحتى لقي وجه ربه بالأمس، بعد رحلة مثيرة اختلطت فيها الشهرة والثراء والألقاب واللعب الممتع بمسيرة صاخبة لم تخلُ من الجدل والإثارة والأحداث المؤسفة، التي نالت من هذا الأسطورة، الذي ربما كان ضحية المافيا، التي استهدفته، واستغلت عدم إحاطته نفسه بفريق عمل يحميه ويدير أعماله ويصون موهبته الأسطورية، فأوقعوه في كارثة إدمان المخدرات، والسلوكيات المنفلتة، فلم تكتمل قيثارة الإبداع والإنجازات والأرقام القياسية، التي تليق بمارادونا كأبرز موهبة كروية في التاريخ.



ومع ذلك ورغم هذه الظروف والمؤامرات التي أحاطت به، فإن ما حققه مارادونا، من متعة كروية نادرة وإنجازات، مع منتخب التانغو بإحراز كأس العالم 1986، وخسارة اللقب بنهائي مونديال 1990، وكأس العالم للشباب، وعدة ألقاب بالدوري والكأس في بوكا جونيورز الأرجنتيني ونابولي الإيطالي وبرشلونة الإسباني، ولقب أوروبي وحيد مع النادي الإيطالي، كان كافياً، ليكون مارادونا أحد أهم عظماء الساحرة المستديرة ومتصدراً صالة المشاهير لأفضل الأساطير بتاريخ اللعبة، مع 48 من الإنجازات الفردية والتقييمات العالمية والأرقام القياسية ما بين لقب الأفضل عالمياً وأحسن هداف وما إلى ذلك.



مارادونا المدرب مَرَّ من هنا عاشقاً للإمارات، ومدرباً للوصل والفجيرة وسفيراً للرياضة بمجلس دبي، وطاف بمحطات عديدة، وسيبقى إرثه الكروي والإنساني، متعة لعشاق اللعب الجميل، كما أن سيرته ستبقى موعظة وعبرة للموهوبين في رحلة الصعود للمجد وعدم التنازل عنه.