لم يكتفِ عام 2020 بما جاء به من مصائب، حتى فجعنا برحيل أعظم من لمس كرة القدم على مر العصور، فتوقفت المستديرة عن الدوران يوم الإعلان عن وفاة «مارادونا» الذي أمتع وأبدع ونشر السحر الحلال في كل الملاعب، فقد كان النجم الأوحد الذي أجمعت عليه الآراء ووضعه الجميع في منزلة جاوز بها كل النجوم الذين سبقوه أو لحقوه، لأنه ألغى نظرية اللعبة الجماعية، وكان قادراً على صناعة الإنجاز وحده على مستوى النادي والمنتخب.
يقول الإنجليزي «غاري لينكر» إنه شعر برغبة للتصفيق حين سجل «مارادونا» هدفه الخارق في مرمى «إنجلترا» بكأس العالم 1986، وطالب «ميسي» بوقف المقارنات معه لأنه لن يصل لمستوى «مارادونا» حتى لو لعب مليون عام، وقال غيرهما الكثير في وداع العبقري الذي لم تشهد الملاعب مثيلاً له في الإبداع والإمتاع وصناعة الإنجازات.
ومـضــة:
لذلك توقف العالم يوم رحيله، فقُطعت نشرات الأخبار والبرامج على جميع وسائل الإعلام لإعلان الخبر الفاجعة، وقد جاء الوفاء له من كل الهيئات والأندية والنجوم التي كان لها علاقة به من قريب أو بعيد، وقد أعجبتني لمسة الوفاء التي رسمها سمو الشيخ مكتوم بن حمد الشرقي رئيس نادي الفجيرة كتعبير عن تعازيه لرحيل أسطورة كرة القدم الذي كان تدريب نادي الفجيرة آخر أعماله الرياضية، فقد عودتنا الإمارات على الوفاء لمن يستحقون الوفاء، وعلى ومضات الأساطير نلتقي.