السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مارادونا... رحل ممتلئاً

إبتعدت عن الدخول إلى منصات التواصل الاجتماعي لعدة أيام في الفترة الأخيرة بسبب عارض صحي تشافيت منه ولله الحمد، في ذلك اليوم المشؤوم دخلت حسابي في تويتر وبدأت تتكرر صورة الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا في التغريدات، وهو الأمر الذي أصابني بالقلق لأنه غالباً ما يكون ذلك مؤشراً على أنه خبر غير سار، وللأسف كان حدسي في محله ووقع الخبر علي، كما وقع على مئات الملايين غيري، كالصاعقة وكنت في حالة إنكار لهذا الخبر الصادم.

التقلبات التي عاشها مارادونا طوال حياته، بحلوها ومرها، قد تُعادل حيوات كثيرة مقارنة بغيره من البشر، وما لا يختلف عليه اثنان بأن مارادونا منح كرة القدم حباً جارفاً وصادقاً لا تشوبه شائبه وكانت هي بمثابة «المعشوقة» التي يتلهف إلى لقائها في كل موعد لمباراة كرة القدم.

كرة القدم في المقابل، منحته حباً مُضاعفاً ثمناً لوفائه لها وكان نتاج ذلك قصة عشق سيخلّدها التاريخ للأبد وستتوارثها البشرية جيلاً بعد جيل.


يبقى أكثر الأدلة على تفرّد مارادونا واستثنائه هو الإجماع التام على حبه من قبل جميع الجماهير دون استثناء حيث جمع حبه الأعداء والأصدقاء وبكوا رحيله متعانقين.


حب مارادونا الجارف والصادق لمعشوقته المستديرة انعكس على حياته بأكملها وتعداه إلى خارج المستطيل الأخضر ففي جميع صوره تقريباً التي التقطها مع الآخرين، نُلاحظ حميمية ومشاعر صادقة مع الجميع دون استثناء.

بالرغم من كل الأشياء العظيمة التي قدّمها للبشرية، إلا أنه كان ما يزال في جعبته الكثير ليقدمه لنا معشر عُشاق الساحرة المستديرة، ومارادونا لم يرحل فارغاً.. مارادونا رحل ممتلئاً.