الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

التخبط إلى أين؟

نحن أمام نقطة جديدة في مسيرة منتخباتنا وكرة القدم، وأمام تخبط جديد يفسر الوضع العام والسيئ الذي تعيشه اللعبة، ويكشف أننا بعيدون جداً عن التطور في اللعبة، ومن الصعب جداً أن نأخذ خطوة إلى الأمام، وذلك بعدما تم الإعلان رسمياً عن إقالة المدرب الكولومبي بينتو.

إقالة المدربين، أسهل شيء لدينا في الكرة الإماراتية، شماعة الأخطاء جاهزة لدينا، منذ سنوات طويلة ولم نستفد من الدروس السابقة ومن النتائج السلبية والفشل المتكرر، دائماً ما نعود إلى مسلسل بات محفوظاً، وأخطاء إدارية لا نعلم متى ستنتهي وسيتم تجاوزها.

من المؤسف حقاً أن نقنع أنفسنا بأن المشكلة ليست في لاعبينا والنوعية والعناصر التي نمتلكها، لذلك نرميها كل مرة تجاه المدرب، والغريب أن كل المدربين الذين تعاقدنا معهم حققوا نجاحات واسعة ووصلوا إلى بطولات لم نشاهدها إلا في شاشات التلفاز، لكننا لا نصبر عليهم وننهي عقودهم بسرعة شديدة، حتى أن المدربين باتوا يحفظوننا جيداً، لذلك تجدهم يضعون شرطاً جزائياً من أجل الخروج بأكبر فائدة مالية وفي وقت وجيز للغاية، لأننا قبل أشهر قليلة أقلنا مدرباً لم يخض معنا أي مباراة رسمية.

بدلاً من إضاعة الوقت مع مسلسل المدربين، علينا الوقوف على المشاكل التي نعاني منها وواضحة لكننا نصر على تجاهلها، وعلى الرغم من أنني كنت من أشد المنتقدين لتعاقدنا مع بينتو، لأنه كبير في السن أولاً، وحقق نجاحات عديدة سابقاً، وجاء كغيره من المدربين بهدف تحقيق مكاسب مادية عالية في المنطقة، مثلما يفعل المدربون الأجانب في أوروبا وأمريكا اللاتينية، كنت أريد أن نتعاقد مع مدرب شاب جائع لديه شغف التحدي ويريد بناء سيرة ذاتية له والنجاح، أو منح الفرصة لمدرب مواطن واعد من أجل بناء جيل لمونديال 2026، وعبدالعزيز العنبري أفضل نموذج.

وعلى الرغم من رؤيتي السابقة لبينتو، إلا أن المدرب الكولومبي لديه إمكاناته وقدراته المميزة التي يجب أن نعترف بها، لكنه فشل في إخراج ما لدى اللاعبين حتى الآن، لسبب واضح وبدون أي مجاملة وهو أنه اعتمد على لاعبين ليسوا جائعين.. مثله تماماً.