الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

هل أنا.. صفراء أم زرقاء؟

يرى عالم النفس الأمريكي كارول روجرز (1902-1987)، أن الدافع الأساسي في أفعال البشر هو تحقيق الذات، وأن المشكلات النفسية تأتي من عدم التلاؤم بين «الذات» و«الذات المثالية» و«الذات العملية»، فهو يقسم الذات إلى ثلاثة مكونات مختلفة، أولها: وجهة نظر الشخص حول ذاته «صورة الذات»، والثانية: القيمة التي يضعها لنفسه «تقدير الذات» وهذه تكون خاضعة لآراء الآخرين، والثالثة: ما يتمنى أن تكون عليه «الذات المثالية»، وتتأثر صورة الذات لدى صاحبها بعدة عوامل، أهمها التأثيرات التي يتركها المحيطون الذين نتفاعل معهم، والمجتمع عامة.
ويبدأ البحث عن ماهية الذات منذ الطفولة المبكرة في الأشهر الأولى، ولكنه في سن الثامنة تقريباً يزداد السؤال حول «من أنا؟» إلحاحاً، ويبدأ الطفل في البحث عن قيمته وهويته ودوره من خلال الوالدين وأفراد الأسرة، ويتطور مفهوم الفرد لذاته مع الوقت، وصغيرتي «شهد» التي تبلغ العاشرة، لا تزال تبحث.
في أمسية جامعة، التقت الرفيقات وأطفالهن واختارت إحداهن أن توزع الهدايا لإنعاش الأجواء فجعلت في سلة صغيرة، أرقاماً في وريقات مطوية، بعضها باللون الأصفر وهي للهدايا المخصصة للأطفال، وبعضها باللون الأزرق وهي للكبار، وكانت قد غلفت الهدايا ووضعت على كل منها رقماً، ثم طلبت من شهد أن توزع الأوراق قائلة: «وزعي الورق الأصفر للأطفال، والأزرق للكبار»، وهنا أغفلت شهد كل الصخب من حولها، وطرحت السؤال الذي يعنيها شخصياً، السؤال الذي تراه وجودياً سيحدد هويتها، ومن خلاله سوف تتعرف على ذاتها في عيون الآخرين، السؤال الذي سيخبرها أين تقف؟.. وكان سؤالها: «أنا آخذ ورقة صفراء أم زرقاء؟».