الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كانوا يعلمون.. ولكنهم يُضللون

عندما تقرأ النقد الموجه للشبكات الاجتماعية وترى كم ينشر من مقالات وأبحاث وكتب، قد تظن أن الشبكات الاجتماعية هي أساس كل داء تعاني منه المجتمعات الحديثة، لكن من البديهي أن كل مجتمع له قضاياه، والشبكات الاجتماعية أسهمت في تفاقم بعض الظواهر، فهي تعمل كمكبر صوت يمكن للجميع استخدامه.

قبل الشبكات الاجتماعية كانت هناك حملات تضليل وقد كان وما يزال لبعضها أثر إلى اليوم، فمثلاً شركات التبغ الأمريكية كونت رابطة تجارية لحماية مصالحها، وقد حاولت هذه المجموعة أن تجنب شركات التبغ مسؤولية إصابة المدخنين بسرطان الرئة، الذين كان الناس يعرفون أن سببه الأساسي هو التدخين، كما أسهمت الرابطة بالترويج لمعلومات خطأ وللتزييف العلمي في الخمسينات حتى التسعينات، عندما رفعت قضايا على شركات التبغ، ونتيجة لهذه القضايا أغلقت الرابطة أبوابها مع مؤسستي بحث ممولة بأموال شركات التبغ.

أساليب التضليل التي استخدمتها شركات التبغ، استخدمتها صناعات أخرى لإنكار أي ضرر تتسبب فيه هذه الصناعة، مثل السكر وعلاقته بأمراض القلب، وشركات السيارات والنفط استخدمت الإعلان والأبحاث العلمية المزيفة لتضلل الناس بعلاقة هذه الصناعات بقضية الاحتباس الحراري، وقد كانوا يعرفون العلاقة بين استهلاك الوقود والاحتباس الحراري في الخمسينات على الأقل.


لكن بسبب جهودهم لتضليل الرأي العام تأخرت المبادرات لحماية البيئة لعقود، مؤخراً فقط بدأ العالم يدرك خطر الاحتباس الحراري، وللأسف لا يتحرك بسرعة كافية لحل المشكلة، وبالتالي على المؤسسات التي أسهمت في هذا التأخير أن تتحمل المسؤولية، لكن لا أظن أن هذا سيحدث، المصالح التجارية أهم بالنسبة لهم.. حتى من صحة الكوكب.