الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

الصامت الوحيد

بعد أن ترك المهندس مهدي علي قيادة المنتخب الوطني، فقد الأبيض هويته، وتراجع أداؤه وأصبح ضعيفاً نوعاً ما.

باوزا، زاكيرواني، مارفيك، إيفان، وبينتو، هؤلاء الخمسة من المدربين الجيدين الذين لهم بصمات في ملاعب كرة القدم، لكنهم لم ينجحوا مع الأبيض ولم يضيفوا له أي عنصر قوة. لماذا لم ينجح أي منهم في تحسين أداء المنتخب؟ لم يتمكنوا من خلق هوية واضحة للأبيض سواء في المعسكرات أو المباريات الودية والرسمية.

هذه الحقيقة تستوجب التوقف وفحص الجوانب الأخرى التي لم يتم التركيز عليها. الحقيقة، أن لجان المنتخبات كلها عملت وأعطت، واللجنة الحالية تعمل بكل طاقتها من أجل الأبيض، لكن اللاعبين الدوليين هم الصامت الوحيد في الساحة.

الكرة الآن في ملعب اللاعبين، وعليهم أن يناقشوا الوضع من الزاوية التي يرونها مناسبة، فرؤيتهم للأمور يمكن أن تسهم في تصحيح الخطأ. صمتهم يضر المنتخب، وفرجتهم على تبديل المدربين لا يعالج المشكلة. مسؤوليتهم تكمن في تشخيص أسباب التراجع وكشف العوامل التي سلبت من الأبيض هويته، لأنهم أدرى بأدق التفاصيل.

لم يفت الأوان وبإمكانهم تعديل الصورة وتغيير لونها الباهت وإعادة حيويتها قبل استئناف المباريات المتبقية للتصفيات المشتركة لمونديال 2022 وكأس آسيا 2023.

اللاعبون الدوليون الحاليون جيدون من حيث الخبرات والمهارات ولهم بصمات في العديد من الإنجازات التي حققتها الكرة الإماراتية، لذا فإن مناقشة وضع المنتخب من الزاوية التي يرونها هُم مسألة مهمة جداً في تشخيص العلل الحقيقية. ربما هناك أمور لا يعرفها الإعلام والمراقبون والمحللون، وليس بالضرورة أن يكشفوا ما في حوزتهم للرأي العام، لكن من الضروري جداً أن يناقشوا فيما بينهم الخلل القاتل ومعالجته قبل المباريات الرسمية المقبلة.

على اللاعبين الدوليين أن يجددوا الثقة في أنفسهم ومؤهلاتهم، فهم قادرون على قهر الصعاب ومواجهة التحديات بشجاعة وحكمة.

هناك فرصة للتأهل وهناك أمل للنجاح، والمطلوب من اللاعبين دحر كل الأسباب التي أعاقت تقدم الأبيض في المرحلة الماضية.