الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

دورات دون محتوى

مما لا شك فيه أن التزايد المستمر في حالات الطلاق، بات يشكل ظاهرة مقلقة في المجتمعات العربية كافة، وليس مجتمع الإمارات فحسب، ومن الحلول التي يكثر طرحها في هذا الصدد، إلزام المقبلين على الزواج بالدخول في دورات تدريبية مكثفة لتعريفهم بأسس العلاقة الزوجية الناجحة، وتدريبهم على كيفية تجاوز العقبات التي قد تعترض طريقهم.

لكن المتأمل في طبيعة هذه الدورات يلاحظ أن أغلبها تفتقر إلى العُمق المطلوب في الطرح والمناقشة، وتدور في فلك التنظير المنفصل عن الواقع، والسبب يعود في معظم الأحيان إلى انخفاض كفاءة القائمين عليها، وعدم التعامل معها بالجدية اللازمة، والنظر إليها على أنها مصدر سهل للدخل، وليس باعتبارها أداة فائقة الأهمية لتحقيق الاستقرار الاجتماعي على المستويين المتوسط والبعيد.

في أحد برامج البث المباشر، سمعت أحد الأزواج الجدد يقول للمذيع: «إن أغلب الدورات التي حضرها كانت عبارة عن ملخصات لكتب رديئة تزدحم بها رفوف المكتبات»، بمعنى أن المحاضر أو المدرب لا يملك أي معلومات ذات قيمة يقدمها للحضور، فيكتفي بنقل ما قرأه في الكتب دون أي قيمة مضافة حقيقة.


وختم مداخلته متسائلاً: «لماذا أحضر دورة تدريبية على مدى 5 أيام، إذا كان بالإمكان قراءة كل محتواها من كتاب؟».


أتفق بشدة مع رأي هذا المتصل، وأتمنى أن يعاد النظر في مثل هذه الدورات والبرامج التدريبية، وأن يتم التدقيق أكثر في محتواها، ومؤهلات القائمين عليها.