الكل أدلى بدلوه في قضية إقالة مدرب المنتخب الوطني والجميع قال رأيه بإسهاب وبصوت عال، وفي المقابل تعرض اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات لمختلف أنواع النقد، ووصل الأمر إلى وصف عمل الاتحاد بالعشوائية وغياب الرؤية وانعدام الخطط الاستراتيجية، وهناك من اتهم لجنة المنتخبات والقائمين عليها بالديكتاتورية والتفرد بالقرارات، ولم تسلم إدارة المنتخب من سيل التهم التي طالت كل المعنيين بالمنظومة الكروية في اتحاد الكرة، وأمام ذلك السيل المترامي من الاتهامات لم نسمع صوتاً واحداً يشخص المشكلة أو موضع الخلل ويقدم الحلول، وهي مسألة تكررت كثيراً لدرجة أصبحت جزءاً أصيلاً من مشكلة كرة الإمارات، التي أصبحت تعاني الحروب الداخلية والخلافات الشخصية، الأمر الذي أضر بها وبحاضر ومستقبل اللعبة الشعبية الأولى التي أصبحت بالفعل تعاني كل صوب.
ليست هذه المرة الأولى التي تتم فيها إقالة مدرب المنتخب ولن تكون الأخيرة، ولكن التعاقد مع 5 مدربين في غضون 4 سنوات مسألة غير طبيعية وتحتاج لوقفة، كما أن إقالة 2 من المدربين دون خوض أي مباراة رسمية أيضاً مسألة غير منطقية، وتؤكد وجود خلل واضح في عملية اختيار المدرب المناسب قبل التعاقد معه، في مؤشر يؤكد غياب المعايير التي تقوم عليها عملية الاختيار، وإنهاء العلاقة مع المدرب الكولومبي بينتو دليل واضح على ذلك، ولا تعود أسباب الإقالة ليس لعدم أهلية المدرب الذي يحمل سيرة ذاتية مميزة، بل لأن الظروف الحالية التي يمر بها المنتخب يحتاج لمدرب من نوعية مختلفة، مدرب على دراية بكرة الإمارات ولاعبي الإمارات وملم بالكرة الآسيوية وطريقة التعامل معها، وكل تلك المواصفات لم تكن متوفرة في الكولومبي بينتو الذي جاء إلينا في التوقيت والمكان غير المناسبين، الأمر الذي كان وراء انتهاء العلاقة بهذه السرعة وبعد 3 مباريات ودية ودون أن يخوض أي مباراة رسمية.
كلمة أخيرة
إقالة بينتو أولى خطوات التصحيح ولضمان الخروج من هذه الدوامة، لا بد أن يكون المدرب الجديد على دراية بطبيعة كرة الإمارات التي تختلف عن نظيراتها، وهذا ما يجب العمل عليه بعيداً عن عملية تبادل التهم.