الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«جانيت يلين».. ساحرة الأسواق

سادت الأسواق العالمية حالة من الفرح جراء ترشيح «جانيت يلين» كأول سيدة تتولى وزارة الخزانة الأمريكية، وكان لهذا تأثير واضح على تحسن شهية المخاطرة، فانعكس إيجاباً على البورصة، وسلباً على الذهب، لأن ذلك يعني ببساطة رغبة الرئيس المنتخب جو بايدن في استثمار العلاقة الودية بين يلين، وجيروم باول رئيس البنك المركزي، إذ جمعتهما في السابق علاقة عمل ممتازة لفترة طويلة، ما سيعزز ثقة الأسواق في السياسة النقدية لأكبر اقتصاد عالمي خلال الفترة المقبلة، على عكس العلاقة الراهنة التي دفعت بوزير الخزانة الحالي ستيفن منوشين لانتقاد برامج التحفيز الطارئة للفيدرالي الأمريكي.
يراهن كثيرون في الولايات المتحدة على يلين، الخبيرة الاقتصادية المخضرمة، التي ينسب إليها فضل إدارة عملية الانتعاش الاقتصادي عقب الأزمة المالية العالمية التي تفجرت عام 2008، بل إن البعض ينظر إليها باعتبارها «الساحرة الطيبة» التي تستطيع بعصاها إيقاظ المارد العملاق من سباته العميق، ومن الطريف أن هناك قاسماً درامياً مشتركاً يجمع بين خصمي الأمس واليوم ترامب ويلين، فهو من رفض إعادة تعيينها في السابق لمدة ثانية كرئيسة للاحتياطي الفيدرالي، بينما رفض الشعب الأمريكي إعادة انتخابه لولاية ثانية.
وتتمتَّع وزيرة المالية، ديمقراطية الهوى، بخبرات فنية هائلة، والأهم أنها تحظى باحترام الجمهوريين، ولذا تستطيع التفاوض معهم بكفاءة حول خطة تعافي الاقتصاد المتضرر بشدة بفعل التداعيات الكارثية للجائحة، كما تتميز بالقدرة على إحداث توافق في الآراء المتعارضة، ومن المتوقع أن تنفذ أجندة طارئة تتضمن إصلاحات سوق العمل، ومواجهة أزمة الجوع التي تضرب نحو 26 مليون أمريكي، وإقرار زيادات ضريبية على الشركات والأثرياء، وضرائب انبعاثات الكربون، وإصلاح ضرائب عملاقة الإنترنت.