الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

فوق الحاجة

كل شيء يبدو متغيراً من حولنا.. عاداتنا الصحية، ومعيشتنا وتعليمنا وعملنا مع أزمةٍ عالمية، تظهر مؤشراتها أنها ستصبح أمراً يجب الاعتياد عليه، على الأقل، في المدى القريب.

ومع كل ما يحدث حولنا من تغيير عظيم، لا بد أن تتدحرج كرة سلوكياتنا الشرائية، التي وحسب ملاحظتي المباشرة لمن هم حولي، تبدو في حالة نشوة عالية نحو شراء ما لا يلزم.

الجانب المشرق في سلوكنا الشرائي خلال فترة كورونا هو: التوفير المادي الكبير، الذي كبح جماح الشهوة الشرائية في أمور تستنزف ميزانية كبيرة من جيوبنا ومدخراتنا.. فلا سفر ولا مدارس خاصة برسوم عالية، ولا أفراح مستهلكة للجيوب، ولا حتى أعياد ومناسبات سنوية معتادة.


ومع المبالغ الموفرة يسيل اللعاب للغرف منها، في ملابس وأحذية وحقائب، وأطعمة تفننت في إعدادها الأُسر على مدى أشهر طويلة، بعد أن كانت تظهر مواهبها في الطبخ خلال رمضان فقط، وهذا ولّد إسرافاً في اقتناء أشياء لا نحتاجها.


وتعزز ذلك بتضاعف الاتجاه نحو التسوق الإلكتروني، الذي يبدو منتعشاً وسط توقعات بزيادة المبيعات الإلكترونية في دولة الإمارات بنسبة 23% لتصل إلى 100 مليار درهم بقدوم عام 2022 حسب جمارك دبي.

ولو تفكّرنا قليلاً لكان من الأجدى توفير كل هذه الأموال الطائلة في الاستثمار، سواء بمشاريع عقارية جديدة، أو بالبحث عن مصادر دخل متنوعة لتتجاوز 4 مصادر للفرد الواحد، بحيث تضمن لنا ولأبنائنا حياة خالية من السقطات المادية المفاجئة، وضامنة لمستقبل يسهل فيه توفير ضرورياتهم ورفاههم في آن واحد.