الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تعريب العلوم.. والذهنية العربية

في إحدى حلقات النقاش الفكرية الثرية التي حضرتها أخيراً، دار الحديث حول معضلة تعريب العلوم في عالمنا العربي.. ما لها وما عليها، وكما هو معلوم فإن لغة العلوم العالمية «أجنبية»، وإنجليزية بشكل خاص.

تقوم الدول العربية، والخليجية منها بشكل خاص، بابتعاث الآلاف من الطلاب سنوياً للدراسة في الخارج باللغات الأجنبية، ومن ثم يعودون بعد ذلك إلى بلدانهم للعمل في مجالات تخصصاتهم التي درسوها، لكن تبقى طريقة تفكيرهم متأثرة بلغة مجتمعهم، والأمر ذاته ينطبق على من يدرسون في بلدانهم العربية بلغات أجنبية.

تكمن المعضلة في الانفصام شبه التام بين لغة العلم «الأجنبية» ولغة الحياة «العربية»، حيث لا تُشكّل لغة العلم سوى ما يكون أشبه بقشرة خارجية على السطح، ويظل العلم غريباً عن واقع حياتهم في المجتمع.


إن مسألة تعريب العلوم مهمة في غاية الأهمية، حيث إن استجابات المجتمعات للمواقف مرتبطة بشكل وثيق باللغة والفكر، وبالتالي فإن الصيغ اللغوية يكون لها تأثير مباشر في طريقة التفكير.


تكمن أهمية التعريب في إدخاله الصيغ العلمية على اللغة العربية ومن ثم تطويرها، وهو ما يؤدي بشكل تلقائي إلى إدخالها على الذهنية العربية والارتقاء بها، خاصةً أنها متشبّعة بالكثير من الانفعالات السلبية والخرافات والرؤى اللاعلمية للأمور.

لا يسعني في النهاية إلا أن أتفق مع رأي الدكتور نزار الزين الذي يقول: «إن التقصير في تعريب التعليم.. يحملنا على أن نظل في ضبابية تجاه واقعنا الاجتماعي والنفسي، لا نستطيع أن نقدره أو نقومه تقويماً صحيحاً.. ولعلنا بعدم تعريب التعليم نخطط لعدم تنمية مجتمعنا».