الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بصمات.. تجعلك متفرداً

«لا تحكم على اختياراتي إذا لم تكن تعرف أسبابي، ولا تحكم على أسبابي لأنك لم تعش حياتي» هذه العبارة للكاتب الفرنسي ألبير كامو «1913-1960» ليست أدباً فحسب، بل هي حقيقة لا يمكن تجاوزها، فإن كان هناك تشابه بين البشر، فإنه تشابه عضوي فيزيائي، أما النفس والتفكير والشخصية وردود الفعل والسلوك والاختيارات فلكل منا تفرده، لأن المؤثرات التي تؤثر على تكوين الإنسان وسلوكه وشخصيته، لا تقتصر على الوراثة، بل ترجع إلى مصادر متعددة، وما الوراثة إلا جزء منها.
كلنا يدرك أن لكل إنسان بصمة أصابع تختلف عن غيره.. عرفت منذ طفولتي ذلك وأدركت أن هناك تفرداً لدى كل فرد، وليس هناك من يشبهه تشابهاً متطابقاً، ثم ظهرت بصمة العين، التي يستعملونها في أمن المطارات للتعرف على المشتبه بهم، وبعد ذلك تعرفت على البصمة الحرارية، وهي ذلك الأثر الذي يتركه المرء في أي مكان تواجد فيه، وتستمر هذه البصمة لمدد متفاوتة، فهناك من تكون بصمته الحرارية أقوى من غيره، فعندما تمر من المكان بعد مغادرة الشخص، تشعر أنه كان هنا، متعلقات عديدة تخلق لديك هذا الشعور، قد تلمسها بالحواس وقد تخترقك دون إرادة.
لكن مقولة ألبير كامو تعالج أمراً آخر، له علاقة بالخبرات التي تشكّلها التجارب فتولد الفوارق بين الناس، ولأن أحداً لم يعايش ذات التجارب التي عايشتها، فإنك متفرد لا تتشابه مع أي شخص آخر، فبصمة الإصبع ليست وحدها المختلفة، بصمات عديدة، بعضها يمكن قياسه، وكثير منها تحمل خصوصية لكنها لا تحتمل القياس، من هنا كان فهم النفس البشرية لغزاً لم يتم فك شيفرته بعد.