الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ضروريات «ما بعد كورونا»

كل من تابع الجلسات العلمية العشر، والمحاور الرصينة الثمانية، للملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم: «قيم عالم ما بعد كورونا.. التضامن وروح ركاب السفينة»، الذي يوليه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رعاية خاصة وعناية كبيرة؛ وكل من اهتم بمشاركات ما يربو على 50 مشاركاً، ما بين مفتين وعلماء وقضاة وقيادات دينية مختلفة وغيرِهم، عرف يقيناً قيمة أهمية قيم التعاون والتضامن والتراحم بين الناس، وحقيقة وأهمية وحدة المصير البشري، وضرورة التعاون الدولي، وتعزيز دور الدولة الوطنية.

الشيخ عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المنتدى، استلهم حديث السفينة المشهور: «مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا؛ فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعاً، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعاً»، ووجه الكل بعلمه الوفير، وحكمته البالغة، للاستفادة من منطوقه ومفهومه، في مواجهة التحديات الوجودية التي تواجه الإنسانية جمعاء، جراء وباء كورونا المستجد، والذي لا يشك أحد في أنه تسبب في تغيير كثير من برامج وخطط البشرية، وإعادة ترتيب أولوياتها..

الملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم، الذي اختتمت أعماله قبل أيام، جاء عطفاً على مؤتمر «فقه الطوارئ»، الذي عقد في يوليو الماضي، بالتعاون بين مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ورابطة العالم الإسلامي، وعالج الأزمة من النواحي الفقهية، وكلاهما صبَّ في مصلحة الكون، وإسعاد الناس من خلال التأكيد على «ضروريات مستقبلية»، في مقدمتها العمل على صياغة مشروع اتفاقية «الميثاق العالمي للتضامن الإنساني»، وعرضه على هيئة الأمم المتحدة لضمان تحقيق قيم عالم ما بعد كورونا، ودرءاً لعودة المجتمع الإنساني لما قبل الجائحة، وإنشاء «صندوق دولي» موحد للطوارئ والكوارث والأزمات، وعقد شراكات نافعة بين صناع القرار ورجال الفكر والدين، وتنسيق جهود القادة الدينيين والإعلاميين وذوي التأثير في الرأي العام وأهل الاختصاص، وتشجيع الهيئات الدينية الرسمية والمجامع الفقهية على التضامن من أجل إشاعة خطاب السلم والمحبة والأخوة الإنسانية، والتعاون ضد خطابات التطرف والتحريض.